أراقصةٌ // بقلم ( رغد الصّيرفي )

وقلمي ...
حين خطّ عبارات الغزل، تراقص القصيد بين راحتيّ ثملاً ..
وصدح ملتمساً : يا حاملة قدري بين راحتيكِ، ما ضرّكِ لو أن الرّقص سيّدُ الموقف ؟

حينها،
تناغم البدر من أثر ما خٌطَّ, وتآلف نبض كل من سمع القافية ليسود مكانها رقص تحت نور القمر, ذلك الأخير الّذي ما كان يرتجيني آملاً :

أراقصةٌ على أنغام قلبي... تمهّلي !
هل استبيحت الرّوح منّي، وحُرّمت الحياة عنّي؟
في ناظريك أرى قيثارة تعزف ألحاني، وروحكِ تُغنّي طرباً بعبارات منتشية تأسِرُني، وتَكبح عقارب ساعتي ..

حين يبدأ القلب طرقاته الأولى، وتعلوها أخرى تلو الأخرى.. أراكِ كمحترفة تُتقن التّمايل على معزوفة عَشِقَتْها حتّى الجنون، فتبدأ عند اللّحظات الأولى برقص بطيء يسحر الأنظار، وعند شعورها بتسارع النّبض، يتزامن رقصها مع النّبضات.. إلى أن تستسلم العيون أمام سحرها، فيذوب القلب ..!

أراقصتي على قدودي الشعريّة ... تريّثي !
فإنّي أهذي بترنّح قوامك الممشوق يُسرى وحيناً يُمنى، وكأنّ ذلك أضلُعي..
أمّا عن غرورك فهو لا يغادرك، بل يكبُر ليُحيي بيّ شجوني ..

أفاتنتي !..
تترنّم على طربي دون مبالاة،
وتحاول ألّا تعدو رمقاتها عينيّ، وتستمرّ في تمايلها.. مُعذّبتي،
والوِشاح على جسدها يُزيدُ حُسنَها حين تدور إزاء ناظري، فيلتحف خصرها ..

أبهيّتي !...
أراكِ لا تكترثين لي !
فهلّا تمهّلتِ قليلاً، وأعتقتِ أوتار كَبِدي ؟!

الوقت يتلاشى أمامك وكأنّه العدم ، وأنا في عينيك كذرّة رمل في صحراء جرداء ..
لستُ أعرف مكاني، ولستُ أعرف الدّرب إليكِ، ولا أعرف إلّا الضّياع ..
فأرشديني إلى سيرٍ أقصاه أنتِ ..

أمعذّبتي !
لستُ أُعذركِ عن فؤادي، وأعلمُ أنَّكِ عن إعفائي لستِ بفاعلة ..
راقصيني .. كم أودّ أن تتشابك الأيدي، وتتقارب الأنفاس، فتحتضن القلوب بعضها،
بينَ يديّ..
هيّا تمايلي، ولنَدَعْ أطيافنا تتغنّى معاً، فلنتراقص سويّاً مُشرقتي .

أراقصةٌ // بقلم ( رغد الصّيرفي )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق