لكل أنثى تجاوزت سن الأربعين / بقلم : هبة وفيق الأحمد
لكل أنثى تجاوزت سن "الأربعين "
لكل أنثى "مُعنفة"
أبحث عن كل ورودي الحمراء...
أحبس تفاصيل ذكريات أنوثتي شهيقا في رئة قالوا عنها "صالحة فقط للبقاء على قيد الحنين "
أسامر ضحكات هربت مني حتى مطلع فجر الوجع أشرب معها قهوتي المهيّلة بالدموع في مقهى "النّفس الأخير من الحياة "
أغلق عليّ أجفاني بعد أن شقت سيوف صحراء سنين لاتعرف الرحمة .."رحمي " فجعلت منه ورقة خريف صفراء..
أبني مزارا للأحلام ألوذ به لأيام الجاهيلة يوم كانت الأصنام آلهة ..أطوف عارية إلا مني ..أرقص أغني أضحك أبكي زهرة شباب قالوا عنها "أضحت عرقا يابسا "ارموها لاتصلح حتى" للزّينة" ...
أخبئ بجيب نبضي حبات سكر -حكمة-قالوا عنها
حكمة "عجوز شمطاء "
أصنع من قفصي الصدري "سلة مهملات "
لنظرات تشير الي بأصابع تهمة "لا جدوى منك "
فأتوهم "أشياء ولا اشياء "..
اتوهم ان حليب أمي جعل مني أنثى نجمها لايخبو
ويد أبي جعلت مني" انثى لاتُكسر "
أتوهم أني زرعت ضحكاتي المهزومة على قمم جبال اليأس لتاكلها "طيور القلق "
أجلس في عرزالي وحدي خارج وقتي المشحون بعلقم الواقع
اغيب ولو لساعات عن صحوة "الوعي الحارقة "
أبكي..
فروة راس "خطها الشيب"
ورحم بات "مأوى للعناكب "
أبكي بين" فكي وحدة وتجاعيد تنهشني" ..
أستحضر ذكريات" النار والسعير والرماد"...
فتنتابني هزة كعصفور بللته قطرات من الندى
يغرد ..
كنت "أنثى مُعنفة "
دُفنت حيّة وصنعوا من أمنياتي" حساء أنثى بكّاء"
وضعوه على مائدة "شرقية ذكورية أدنى إنسانية "
جعلوا من أحلامي تمثال "ضحكة ونظرة استهزاء "
ووضعوه في متاحف "المساواة "
كسروني وضلعي "عمدا" لأترنح وأستند على متن كتف "ضلع قاصر "فأصبحت أنثى بطموح أعرج..
هشّموا ريشتي قبل ان أرسمني
فأبكي ...
عتمة ليل لوحة علّقوها على جدار معرض "ناقصات عقل ودين "
أبكي ألوان ..
(الأزرق والأخضر والأحمر والأصفر )..
مكانها ليس على وجهي..
حين صرخت "لا" ..
في شارع "المستقبل الذكوري العربي "
مكانها في قوس قزح العدل أيها "الإنسان "
لكل أنثى تجاوزت سن الأربعين / بقلم : هبة وفيق الأحمد
تعليقات
إرسال تعليق