هذيان / بقلم : مي عساف
(هذيان)
ما وراء الغياب..
أحلامٌ موءودة
وأمنياتٌ كااانت
جميلة..
لكن نصفها
مات مخنوقاً بحبال الواقع..
والنصف الآخر
مات مسموماً حين شربَ من غدير الحقيقة الآسن..
هناك دائماً
من يرافقنا
يعانقُ نبضَ
الحلمِ فينا ..
يتقاسمُ معنا
خبزَ أمانينا..
يفصلنا عنه "فقط"
ألفُ باااب ..
وألفُ خريف..
وجدارُ مبكى..
أعاتبني حين يأس ..
بينما الهذيان يحاصرني
يكادُ يطبقُ على أنفاسِ الصمت
ويبددُ في الأفق
بريقَ الأماني..
أعاتبني ..
كلّما أنّتْ
جراحاتي..
و اتكأت على
كتفِ المساء
و كلّما في صباحاتِ
الخوف ناحتْ
حمائمُ الذكريات..
بعضُ الأحزان
مخطئة
بحقّ الصباح
تبترُ فيه أصابعَ الأمل
تبددُ ظلماً مساحات الضوء..
ثم..
زوراً تدّعي..
أنها عصفور يغرّد
فوق أغصان الحياة..
فمن يمنعُ
هذياناً هنا..
وأحزاناً هناك
أن تبددَ
مسافات
الفرح؟
وتخنقَ فينا
صوتَ الأمل؟!!
سأظلُّ
أقدّسُ انتماءي
لنبضِ الحرف..
أتنفسهُ حياة..
ألقي إليه ببعضٍ مني..
أثقُ به جداً
فهو يعرف
كيف يرممُني..
يعرفُ كيف
يعتني
بجراحاتي..
يعالجُ فيَّ انكسارات
الروح..
و هزائمها..
ويعرف جيداً
كيف
يهدهد أحلامي..
وكيف يسمحُ
لشعاعِ أملٍ أن
يتسللَ إليَّ
خفيفاً عذباً
كعطرِ المساء
يضيء نفقاً..
يبددُ حزناً
يجترُّ فرحاً
ثم..
يطبعُ قبلةَ
حرفٍ دافىء على
جبين قصيدة..
حينها..
على ناصية السّكون
أرى العمرَ
كيف يفغو
آمناً
على ذراعِ الأمل ..
ألاحظُ كيف
يبتلعُ الحرفُ صخبي ..
وهذياني..
وجنوني...
فأذوبُ
مع عطر البوح
ويذوبُ الحرفُ
في دمي..
فيسكتُ الألم..
ليصبحَ هادئاً
كقهوتي الدمشقية..
نائماً
كفكرة فرحٍ
مؤجّلة..
مسالماً كنورسٍ
يعزفُ
أنشودةَ حنين
على ضفاف الإنتظار..
MAi Assaf
تعليقات
إرسال تعليق