نصفي ماطر... نصفي جاف... / بقلم : سارة حسن

نصفي ماطر٠٠نصفي جاف٠٠!!
الأسود ساحر بأضواءه٠٠الأبيض شفاف كالماء٠٠!!
نصفي فارغ٠٠ونصفي الآخر مزدحم بالعطر٠٠!!
ظلي الأبيض يعانق نصفه الآخر٠٠الخط الفاصل مابين الحياة والموت ٠٠!!
مابين القبلة والعناق٠٠سعة المدى٠٠!!
عناق يقسمنا نصفين٠٠يرمم شوق الطيور للتحليق حول أعشاشها السماوية٠٠!!
نتلاحم٠٠كطائرين يحلقان عاليا ينشدان أغنية الريح الشاردة٠٠!!

الرمال المتحركة٠٠وجهة الريح تحدد سير الشراع٠٠!!
وأنا وظلك الحائر متحدان٠٠!!
لاشيء يفصلنا٠٠!!!
ازدحام المسافات والالتصاق باللحظة أشد ألما من الغرق٠٠!!
الدمعة الحارقة وعناق بالأبيض والأسود٠٠!!
لاحياد٠٠!!!
ركعت الأحلام ٠٠واستوقفتنا أغنية رومنسية تبث من مذياع قديم٠٠!!
عالقون نحن عند درجة الغليان٠٠وعند درجة الصفر٠٠!!
نتفقد أنفسنا٠٠أيدينا٠٠أرجلنا٠٠ أرواحنا الشاردة تحت مظلة الغيم الأبيض٠٠!!
وتحت عباءة الليل البارد شعرة فاصلة مابين اللقاء والوداع٠٠!!
شيءما٠٠يرسم لنا الطريق قد يضلنا وقد يرشدنا٠٠!!

ماأصعب الرحيل٠٠حين يلتقي بطيفه ويتمدد٠٠!!
لانهايات لسماء عينيك٠٠!!!
الوقت مازال يافعا رغم شح الماء٠٠!!
يداي ترتجفان٠٠بل قلبي٠٠قدمي وعيني وكلي٠٠!!
اللهفة الصامتة تعانق قلبي حين تفرح بي٠٠وحتى حين تغضب٠٠!!
دثرني ببريق عينيك٠٠احمني من الاحتراق بردا ودفئا٠٠!!
إحم يداي ووجهي من غزواتك المتلاحقة٠٠!!

ليل مهترىء٠٠ونهار واضح وذاك الحزن البعيد يشهق عاليا يردد أغنية الدموع٠٠!!
تساقط الخوف٠٠!!!
والنعاس الجميل يدب في عينيك ولكنك ساهر كشاطىء لاينام٠٠!!
فكل الأشياء تسافر اليك حين تكتب اسمك على ورق ناصع كالسماء٠٠!!

شهريار مازال صاحيا٠٠يقطع الليل بأصابعه النارية٠٠!!
شهرزاد مازالت تروي الحكايا بأنامل من ذهب٠٠!!
ذهب مع الريح٠٠ومازال يلملم في أصابعه كل الأسئلة المستحيلة٠٠!!
ويصغي للريح الخافتة في تعب العمر ٠٠!!

أنهض كما شتلة ورد٠٠أسمع حفيف الشجر٠٠!!
سأكسر زجاج اللغة وأصيغ لك من خلف الغيوم قصيدة من رذاذ المطر٠٠!!
كي تصبح ملكا٠٠تطرز السماء بشغف الكلمات٠٠!!
سألبس معطفك المطرز بالألوان٠٠وأفرك جفن الليل وأسكن حلمك الجميل٠٠!!
وهذا الهمس الصامت تنامى حتى فاض البحر٠٠!!

سؤال مازال يغوص عميقا في الليل ويسرد الحكاية٠٠وخطوات تؤجج عناق يخترق السحب الزرقاء٠٠!!
يالعينيك الحالمتين حين يتدفق منها عطر ينغرس في صدري٠٠!!
يكسو ملامحي صوتك الآتي من زوايا الصحو٠٠ينضج يتدفق كالشلال الماطر٠٠!!
الزمن لاينام وأنت وحدك سره الغافي٠٠!!
صوت يئن بعيدا وقريبا٠٠وثلج أبيض ينام فوق ضوء حائر٠٠!!

تعال فثمة غابات يزدحم فيها الماء٠٠وأنا العطش المرتوي من حنانك٠٠!!
حين يتوقف العالم عن الدوران٠٠تصبح كل المواسم مطرا٠٠!!
وتبقى وحدك تتشبث بالنار رغم كل الاحتراق٠٠!!
لا٠٠لن تغادرنا الشرفات مهما اكتوى ظل السؤال وموج العناق٠٠!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق