حُرُوفٌ مُسَافِرَةٌ… / بقلم : أسماء الحسامي

حُرُوفٌ مُسَافِرَةٌ…!

"حُرُوفٌ وُلِدَتْ منذُ عَامٍ وَ تَسَلَّلَتْ مِن الإرشِيفِ ثُمَّ تَعَثَّرَتْ ..!". 

-

يُلهِمُنُي الفَضَاءُ الرَّحبُ أَن أَدعُوَ الحُرُوفَ لِضِيَافَتِي عَلَىٰ مَتنِ سَحَاب.. !

مَا أَبهَاهُ مِن شُعُورٍ حِينَ تُرَدِّدُ أَذكَارَ المَسَاءِ عَلَىٰ سُجَّادٍ أَبيَضٍ ..

مَا أُحَيلَاهُ مِن تَأمُّلٍ حِينَ يُحَلِّقُ تَسبِيحًا مَعَ الطُّيُورِ الذَّاكِرَاتِ مَايُمسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحمَٰنُ ..

عَالِيًا وَأَنتَ تُرَدِّدُ:

"سُبحَانَ ذِي العَظَمَةِ خَالِقِ هَٰذَا الكَونِ الفَسِيحِ.. ".

جنَاحُ الطَّائِرَةِ يَختَرِقُ البِلَّورَ احتِفَاءً بِكَ مُصَافِحًا يُمنَاكَ..

تُشَاهِد السَّمَاءَ ، البِحَارَ ، وَالصَّحَارِي كَلَوحَةٍ مُلَوَّنَةٍ بِرِيشَةِ فَنَّانٍ مَاهِرٍ استَخدَمَ زُرقَةَ البَحرِ ، بُنِّيَّةَ رِمَالِ الصَّحرَاءِ ، فِضِّيَّةَالبَدرِ ، وَلَمعَةَ النُّجُومِ..!

جُزُرٌ تَبدُو كَقِطَعِ العِهنِ المَنفُوشِ المُتَنَاثِرِ عَلَىٰ صَحنٍ سَمَاوِيٍّ بَرَّاقٍ..!

مُزنٌ إمتِلَأَ بِالنَّدَىٰ ..

قُطنِيٌّ كَحَلوَىٰ السُّكَّرِ أَو غَزلِ البَنَاتِ يِحكِي قِصَّةَ العَطَاء.. 

أَموَاجٌ مِنَ البَيَاضِ كَثَّلجٍ مَرصُوصٍ مَرصُوفٍ تَدعُوكَ لِلدَّهشَةِ وَالذُّهُولِ ..!

مَاتَرَىٰ فِي خَلقِ الرَّحمَٰنِ مِن تَفَاوتٍ..

وَمَاتَرَىٰ مِن فُطُور ..

مَا الَّذِي يُمسِكُهَا وَالطَّير؟؟

تَمشِي  الهُوَينَىٰ.. عَرُوسٌ تُزَفُّ بِدَلَالٍ..!

انسِجَامٌ يُدهِشُكَ مُرَدِّدًا :"سُبحَانَ المُبدِئ المُعِيدُ..! ".

إحسَاسٌ جَيَّاشٌ يُوقِظُ الأَشوَاقَ مِن سُبَاتِهَا الشّتوِي ..

ذِكرَياتٌ لَاتُنسَىٰ..

تَحكِي رِحلَةَ الحَنِينِ المَولُودِ فِي بَلَدِ الكِنَانَةِ..

تَسِيرُ مَعِيَ الذِّكرَيَاتُ لِكُلِّ حَرفٍ دَوَّنَهُ يَرَاعِيَ المُشتَاق  ..

لَحَظَاتٌ دَافِئَةٌ ..!

مَلِيئَةٌ بِالمَشَاعِرِ الفَيَّاضَةِ فَيضَانَ نَهرِ النِّيلِ.. 

مُرتَفِعَةٌ ارتِفَاعَ الأهرَامَاتِ.. 

مُنتَشِرَةٌ انتِشَارَ الصَفَحَاتِ فِي مَعرِضِ كِتَابٍ.. 

يَا الله..!

مَا أَوسَعَهُ هَٰذَا الكَونُ لِنَرَىٰ مَاحَولَنَا عَالَمًا فَسِيحًا بَعِيدًا بُعدَ آخِر خُطُوطِ الشُّرُوقِ مِن سَاحِلِ بَحرٍ لُجِّيّ.

ثَرثَرَةُ المجَرَّةِ تُجبِرُنَا أَن نَحتَضِنَ أَلوَانَنَا وَالأَورَاق..

لِنَرسُمَ أُولَىٰ لَحَظَاتِ الحَنِينِ .

انعِكَاسٌ لِطَيفِ خَيالِ الأَحِبَّةِ أُنسِ القَلبِ وَسُلوَان الرُّوحِ فِي مَرَايَا الكَونِ.. 

يَمُرُّ بِنَا فِي ذَاكِرَةٍ تَنطَلِقُ مَسَافَاتٍ ضَوئِيَّةٍ حَيثُ رَحَلُوا..

                "لَعَلَّ خَيَالًا مِنِّي يَلقَىٰ خَيَالَكَ"

يَاقُدرَةَ البَارِي ..!

كَم الوَقتُ الآنَ؟

كَم مَضَىٰ مِن الجَمَالِ؟! 

خَارِجَ إطَارِ الزَّمَانِ والمَكَانِ تَنبَثِقُ صُّورٌ مُتَتَابِعَات.. 

قُربَ شَمسٍ مُشرِقَةٍ سَتَقتَرِبُ مِنَّا ذَاتَ قِيَام ..

تُرَىٰ..

كَيفَ.. 

يَكُونُ العَالَمُ حِينَ نَتَعَثَّرُ..؟

كَيفَ.. 

حِينَ تُبدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ والسَّمَاوَات؟ 

أَنوَارٌ بَعضُهَا فَوقَ بَعضٍ..؟

كيـ..... 

تَسَاؤلَاتٌ لَا تَنتَهِي ..

وَإِجَابَاتٌ لَا تَكتَمِلُ..

ثُمَّ.. 

لِلحَديثِ سُكُون ..!!

-

#يُحكَىٰ_أَنَّ. 

أسماء الحسامي 

"مُمتَنَّةٌ لِجَمِيلِ الإهدَاء..".