قصاصاتٌ عابرةٌ| ﮼ميلادُبستانٍ / بقلم : محمد السيد
قصاصاتٌ عابرةٌ| ﮼ميلادُبستانٍ
————————————
لا أرى شيئًا مِنْ كثرةِ الغيومِ
أصواتُ الهُتافِ تترددُ في صدري
صهيلُ الخيولِ يأتي مِنْ بعيدٍ ثمَّ يقتربُ فيتعالى
تمتطيها حميرٌ سوداءٌ يحملونَ هِراواتٍ ضخمةً، يضربون بها قبعةً بيضاءَ كبيرةً؛ يحملها الناسُ فوقَ رؤوسهم ليحتموا بها مِنَ ماءِ المطرِ الغزيرِ المنهمر...
أغرقتِ السيولُ شوارعنا المزدحمةَ...
سبحنا فيها بقاربٍ مِنَ اليأسِ تحملُنا الأمواجُ إلى غياهبَ زنازينٍ مقفرةٍ...
تمنَّينا أن تشرقَ الشمسُ لتدفئَ قلوبنا المكلومةَ؛ وتجففَ أرواحنا المبتلةَ...
لكنها تأخرتْ كثيرًا فطالَ الليلُ...
حبيبتي السمراءُ كانتْ تدفئني بدلًا منها بابتسامتها الساحرة...
كانتْ تنيرُ ليلي ببياضِ أسنانها الساطعةِ...
أرى مِنْ ثغرها النهار وفي شعرها الليل، وعيناها القمر...
يحيطها البحرُ بذراعيهِ الباردتين ويخترقها النيلُ الأصيلُ...
تروي الأراضي على جانبي جيدها بجمالِ شهدِ رضابها وتحرثها بطيبِ لماها؛ فتثمرُ نباتاتٍ مِنَ السَّكر وزهورًا مِنَ المسك وتلدَ بستانًا مذهلًا.
———————————————
محمدالسيد
تعليقات
إرسال تعليق