أتمدّد بعد يوم طويل... / بقلم : كريمة هياب

أتمدّد بعد يوم طويل في وسط الغرفة، مثل قلم على ورقة، أفكر في حياتي بعقلانية ، مَن لديّ وماذا وكيف سأخسر إن كان لديّ ما أخسره، لماذا وصلت هنا وهل وصلت أصلا وماذا كان سيتغير في حياتي لو أنني واصلت دراستي , عندما أتمدد تنشدّ أعصابي، أشعر أنني في وضعية الموت، أكون جسديا جاهزة بشكل جدي ، لكن معنويا لا، روحي مغروز فيها وخز صعب  وحزن ومعركة وهمية وأقلّيات عاطفية وآراء لم أكمل رؤيتها، أذوق في الليل الحسرة على الصباح الماضي كما لو أنه غدا، أبكي على الغد كما لو أنه انقضى، أتمنى لو أن لديّ آراء أو أعمال أو فتحة في الغرفة مطلّة على الإجابات، لا أعرف مَن أهاتف عندما يصيبني انشطار في ذرّة الحزن، ولا من أجل من أعود إلى المنزل، سيقولون عني  أن مشكلتي عاطفية ومحلولة، بينما صديقتي سيمرا  ستقول أن السبب هو أنني أخيّط ملامحي وأرتدي طقم ابتسامات وكأن لا شيء يخدش روحي، لا أرى الحياة كما يجب أن لا يتم رؤيتها، أتعاطاها بدلا من التعاطي معها، تعيش الأشياء خارجي بدل أن أعيش فيها،أحاسيسي متدفقة بشكل آسِر ومثيرة للرأفة والعذوبة، أريد أن أشعر بكل ما يحيط بي كأنني قطعة صوف  أو شيء من هذا القبيل ، 
لا عليكم أنا هكذا  عندما لا تنفعني المشاركة ولا أستطيع النظر إلى سقف غرفتي الضيقة  أكتب، كأن الكتابة هي الشيء الوحيد الذي أجيده ولا أجيده في نفس الوقت، أحيانا أشعر أنني قلم في يد ظروفي، وأن كل حب لم أعشه سيتحوّل إلى قوارض في قبر فرحي، ذرة رخام في إسفنج الفِراش، مسمار على جبيني يتعلّق عليه بورتريه بدل وجهي، أريد أن أبكي في حضن شخص لم يُطلق عليه أبويه اسما بعد، شخص غير مخلوق، غير حاضر، شخص يتحلّل وجوده مع كل دمعة تنزل من خدّي على وجه حقيقته شخص كأبي مثلا . وهكذا ... .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق