حديثُ الندى / بقلم : مي عساف

"حديثُ الندى"

‏يحدثُ أن أتكيء 
على وحدتي 
أشكو للندى 
بعضَ حزن
 ألقي هموماً
 على ضفاف جدولٍ هاربٍ
 من الأيام ..
تحت أغصان
 نارنجةٍ جريحة ..
قرب نهرٍ عاشقٍ
 ووادٍ ضلَّ
 سبيلَ الهدى ..

يحدثُ أن أخلعَ
 عباءةَ اليأس..
وأتجمّل برداء الأمل ..
أعانقُ في الأفق
 ذاك الشفق الممزوج
بطيفٍ قادمٍ
 من وديان الذكرى 
من عبق الشذى.. 
طيف يحمل
 نبضَ ملامحك ..
يجترُّ من ثغري
 ابتسامة..
يلملمُ حزناً 
يفسّرُ رؤى..

يحدثُ أن أخطّّ
 على سبورة
الزمن سطوراً 
من أمنياتٍ قديمة..
رسمناها معاً 
على جدران الزمن
ذات ترف..
فامتزحَ عطرها
 في دمي..
 ودمعي..
 و أنيني..

يحدث أن أعانقَ
 أحلاماً اختبأت 
تحت ظلّ سنديانة.. 
في ثغر وردة 
تحت جراحِ عاشقٍ يتبعهُ
 ألفُ قدّيس 
ويسكنهُ..
 ألفُ نبي ..

يحدثُ أن أمسك 
كلَّ أطراف المدى..
أرسمُ في فضاء 
الأماني
 أيقونات عشق..
خلّدت أصحابها  ..
في سجلّات الردى..

أتقمّصُ حياةَ
 وردةٍ بيضاء
 غفت تحت 
جنح الندى  .. 
أصيرُ وشاحاً 
على كتف صبيّةٍ 
ترقبُ حبيبها 
العائد 
من ذراعِ موتٍ
 مازالت تقررهُ 
معاركٌ كاذبة
ليس لحدود
 كذبها مدى..

يحدثُ أن
 أتحدَّ بغيمة..
أنجبُ فرحاً.. 
أنجبُ عطراً 
أنجبُ مطراً
يروي حقولاً
يسقي عطاشاً
يمحو أذى.....

ويحدثُ ..
"على حين خيبة"
 أن أقرأ 
طالعَ أيامي
 فأدرك عجزَ 
نبيَّ حلمٍ مبعوث
 من إلهٍ عاجزٍ
 كإله "سبينوزا "
لا يثيب بجنة..
ولا  يعاقب بنار ..
ولا يملك من
 أمر الدعاء 
سوى رجع الصدى..

يحدثُ..
 يا شريك الروح..  
أن أرقبَ عمراً
ظلَّ يرتجي 
غيمةَ فرحٍ 
في صحراء أمانيه 
فما نال سوى
 هذا السراب
وذاك الحلم الغافي
 على طول المدى..

يحدثُ..
 أن أدركَ أنكَ 
ضجيجٌ يتلو 
صلواتَ حنينٍ
في محراب صمتي
يرسمني وردة
يكتبني قصيدة
ينثرني
على كلِّ الحدائق 
والشرفات
عطراً وندى.....

مي عساف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق