ليلة حمراء قاتمة / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق
غداً سأكونُ كالأمس...
شاباً في العشرين !!
لقد واعدت الشّقراء كما وعدتُ قريني الأبله...
بعدما حلّلت شخصيّة زميلها المُريب !
حلقتُ لحيتي الكثيفة و غيّرتُ تصفيفة شعري الثّمانينيّ...
جعلتهُ كسنمِ البُخت بنصفِ لونٍ بُنيّ و نصفٍ آخر رماديّ !!
أخفيتُ تجاعيدَ وجهي باِبتساماتٍ صفراء...
اِرتديتُ قميصاً مزكشاً و جينزاً " Jaens " ضيّقاً !!
مع بجواربٍ قصيرة ليظهر نهاية ساقي بضعة
سنتيمترات... بدلاً من بنطالي الرّسميّ المكويّ !!
حذاءُ أسودٌ لمّاع و بقياطين يشبهُ ما يرتديه مايكل جاكسون.
إكسسوارات؛
سوارٌ جلديّ مع خاتمٍ فضيّ على شكل جمجة !!
و ساعة رياضيّة كبيرة الحجم...
سمعتُ قهقهةَ مرآتي بعدما نعتني بالمُهرّج...
قُلتُ لهُ فلتمُتْ غيظاً من الغيرة فأنا وسيم !!
قضيتُ ليلةً حمراء كليالي فالنتين...
و في طريق عودتي المُتأخّرة للمنزل صُدمتُ !!
ابنةُ جارتي المليحة و في عينها دموع العتب...
لم آراها منذُ عام بعدما قُلتُ فيها قصيدة
فاِحمرّت وجنتاها خجلاً فهربت لغُرفتها بلا ردّ.
قالت بتهجّم أينَ لحيتُك؟
لقد كُنت أُمشّطهُ كلّ يوم ! و أتخيّلُك تغازلُني...
يا أيّتُها المليحة !!
كالقمرِ بدرٌ وجهُكِ المُشمس...
فبأيّ فلكٍ تدورين؟
أنتِ نهارُ ليلتي
و بسمةُ نافذتي الموصودة
و نورُ أوراقي الحزينة
فأينُكِ لما لا تهطلين؟....
اِنتابني البُكاء ثُمّ اِقشعرّ بدني ويكأنّما تلبّسني جنّ !
فهرعتُ لحُجرتي الفحميّة لأحضُن قميمصي و بنطّلوني
الرّماديّ و صدى أنين مرآتي المكسور عَمّ أرجاء اللّيل.
ليلة حمراء قاتمة / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق
تعليقات
إرسال تعليق