خريفُ العُمّرِ... ربيعُه... / بقلم : هناء سلوم
"خريفُ العُمّرِ... ربيعُه..."
قالتْ لي في آخِرِ الحنين... و بشَدْوِ صمتِها الذي أصبحَ أثقَل من الألوان:
مَن سرَقَ طفولتَكَ!!
شبابَكَ!!
مَن سرَقَ ألقَكَ!!
مَن سرَقَ عنفوانَكَ الجميل!!
مَن أشعلَ فوق سطوركَ كلَّ تلك الحرائقِ الّتي أَعجَزُ عن فَهمِ أسرارِها!!
مَن ضَيَّعَكَ داخلَ أحلامكَ حتى تَرَهَّلَتْ! فأَغلَقَ في وجهكَ سُبُلَ الرّجوع!!
**********
لستُ أدري كيف تأتي هذه المرأةُ بصَخَبٍ.... و كيف تَذهَبُ في صمتٍ كأميرةٍ في حكاية....
تَملَأُ هدوئي بالمُبْهَم...
لا تَطلُبُ جواباً...
يكفيها أن تُشعلَ في سكوني ضجيجاً و سؤالاً....
**********
هكذا تموتُ أُخرى.. قبلَ أن تأتي.. في عجيجٍ قاتلٍ...
لا يَبكيها إلّا مَن عَرفَ خساراتها فيما ضَيَّعَتْ...
هكذا تنسحبُ على وجهِها و قد كانت في كلِّ فجرٍ تركضُ وراءَ فراغِها...
و جزرة..
و عصا...
تَنطفئُ في دائرةِ جَهلِها و قَسوتِها الّتي تزدادُ :
في كلِّ عنادٍ ضِيْقاً.........
و في كلِّ وَهْمٍ اتّساعاً...
*************
خريفُ العُمرِ يا زهرة.. لايسقطُ فيه إلا:
الأوراق البيضاء...
و الأحلام القريبة...
و النساء الفارغات....
و فنجانُ قهوةٍ شربناه على عجَلٍ وحيدِين..
و الهاربون من تاريخٍ بدَلَ أنْ يحرِّرَهُم قتَلُوهُ على غفلةٍ من الحب.........
خريفُ العُمرِ...... ربيعُه......
!...............................................؟
٢٠٢١/٢/٢٢
تعليقات
إرسال تعليق