نوعاً ما أنا بخير / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق

نوعاً ما أنا بخير؛
بعدما جلدتني سياط الحياة بخيازرِ الخيبات...
لذا أصبحت جبلاً من صبّار، كُتلةٌ جامدةٌ من وصبٍ واخز.
فكيف للألمِ أن يتألّم؟
يا سيّدتي أنا لستُ بسيّدٍ للحُزن أنا نَفَسُهْ !
كُلّما غاب عزيزُكِ تشهقيني باروداً،
فأعصُر قلبكِ الجّسور مع كلّ دقّةٍ نبضةُ ذكرى...
ليسيل بها الأنينُ حليباً من زلال !!
ترتشفُها الحنينُ برعشاتٍ من أشواق.
أنا المرآةُ الّتي راودت حُلكة المساء،
يا أيّها النّهار أنا من قدّ رداء اللّيل قُبلاً و دُبراً،
ليرميَ وشاحاً من سرابٍ كُحليّ على وجهِ السّماء...
يا عزيزتي أزفريني من بوقِ حُنجرتك المبحوحة
رذاذاً برئةِ هواءٍ مبلّلة لتغسلني من الذّنوب !!
فقد أحبّتني الرّياح بعدما غازلتُها من ثغرِ ناي...
أذكُر مرّةً أنّها حملتني بكفّها البارد لبُندقيةِ إيطاليا !!
لأكون مشهداً تراجيديّاً لعاشقين غرقا غيرةً في يمّ الخيانة.
لم أكُن كومبارساً في المكسيك !!
أجل، لقد كُنتُ البطل...
نعم، و أنا من قتلتُ روميو و جولييت.
دوماً كُنت مُبتسماً في الرّوايات الرّومانسيّة !!
لذا نُفيت...
كيف ستُعاقبُني الجُزُر؟
بعدما جَفَفْتُ زبدَ سواحلها بإبكاء المفترقين !!
هل ستدُجّني في كنفِ كهفٍ من رخامٍ مُبتسِم؟ 
لن أموت... و لن يطولَ سجني،
سأحيا ريثما تُدفنُ الآمال، سأغدو هَرْجاً للسّعادة !!
ستُنجدني الطّبيعة كلّما فَقدتْ بيارِق السّلام بياضها...
نوعاً ما سأكونُ دوماً بخيرِ شرّ !
فأنا الّذي لابُدّ منيّ.

أحمد نجم الدين - العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق