مِن حَوَّاء إلَىٰ آدَم.. / بقلم : أسماء الحسامي

مِن حَوَّاء إلَىٰ آدَم..
وَالسَّلام..

لَمْ أَكُن أَعلَمُ أَنِّي سَأَلتَقِيكَ عَلَىٰ قَارِعَةِ قَلبٍ وَقَد بَعُدَت بَينَنَا المَسَافَاتُ.. 
أَهُوَ لِقَاءٌ بِتَوقِيتِ نَبضٍ أَم مَحضُ صُدفَةٍ لَمْ تُتَوَّج بِمِيعَاد..؟!
رُبَّمَا لَم تَكُن تَأبَهُ لِذَاكَ اللِّقَاءِ فَأعرَضتَ حِينَ رَأَيتَنِي. 
لَٰكِنِّي تَوَقَّفتُ عَثَرَاتٍ اصطَدَمَ فِيهَا القَلبُ حِينَ رَآكَ.. 
أَهُو هُو أَم أَنَّ عَينَايَ المَتَصَلِّبَتَانِ عَلَىٰ رَصِيفِ المَارَّةِ رَسَمَتَاكَ فِي لَوحَةِ الزَّمَنِ لِتُوقِفَانِي أَمَامَ سَاعَةِ حَنِينٍ مَع سَبقِ الإصرَارِ وَالتَّرَصُّدِ..؟! 
تُرَى كَم لَبِثتُ فِي تِلكَ اللَّحظَةِ سِنِينَ عَدَدًا..؟!
هَل ظَهَرَ الشَّيبُ فِي مَفرِقِ قَلبِي وَأَنَا مُتَسَمِّرَة فِي دَهشَةِ الذُّهُولِ..؟!
كَمْ مِن الهُوَينَىٰ خَطَوتُ نَحوَكَ عَلَىٰ رَصِيفِ الإنتِظَارِ..؟
هَل كَانَ لِقَاءً يَستَحِقُّ كُلَّ تِلكَ القُرُونِ مِن الإنبِهَار، 
وَذَاكَ الكَمّ الهَائَل مِن الإِنكِسَارِ..؟
كُلُّ هَٰذَا لَم يَكُن عِطرًا عَابِرًا ..
لَقد كَانَ لِقَاءً أَشرَقَت مِنهُ لِرُؤيَتِكَ الكَلِمَات حَبِيسَة النُّطق..
مِن شُرفَةِ قَلبٍ كَوَاهَا.. 
كُنتَ مُعرِضًا عَنهَا مَشغُولًا بِسوَاهَا..
لَٰكِنِّي رَغمَ ذَٰلِكَ بَقِيَتُ وَفِيَّةً لَكَ أَيُّهَا الآدَمِيُّ بِصِفَتِي حَوَّاء..
وَأُسَائِلُ نَفسِي.. 
هَل كَانَ عَلَيَّ أَن أَتَرَقَّبَ عَودَةَ سَرَاب..؟ 
هَل كَانَ عَلَىٰ حُرُوفِي أَن تُحَبِّر لَكَ الأَشوَاقَ تَحبِيرًا..؟ 
هَل كَانَ عَلى القُرَّاءِ أَن تَتَرصَّدَ أَعيُنُهُم لِمَا خَلفَ سِتَارِ السُّطُورِ ظَانِّينَ أَنِّي أَحكِي قِصَّةَ وَاقِعٍ أَشرَقَت عَلَيهِ شَمسُ نَهَارِ.. 
وَمَاكَانَت إِلَّا هَبَاءً مِن ذَرَّاتِ أَشِعَّتِهَا.. 
تَلَوَّنَت بِلَونِ خَيَالٍ.
لَا..لَم يَكُن عَلَيهِم فِعلُ ذَلِكَ..
لِأَنَ الكَاتِب لَايَعِيشُ حُرُوفَهُ وَحَسب.. 
الكَاتِبُ حِينَ يَعزِفُ يَرَاعُهُ فَإِنَّهُ يَختَارُ مَقطُوعَةَ حَرفٍ عَابِرٍ عَلَىٰ قُصَاصَةٍ تَقَاذَفَتهَا الحَيَاة.. 
لِيَحكِيَ حِكَايَةَ شَهر زَاد قَبلَ أَن يَطلعَ الصَّبَاحُ فَتَسكُتَ عَن الكَلَامِ المُبَاح..!

يُحكَىٰ أَنَّ
أسماء الحسامي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق