مقاتل هذا القلب / بقلم : ختام مياس

مقاتل هذا القلب

لم أكن مستاءة حينما نصّبتني 
أخيام اللهاث أقدام هزيلة 
مرغمة على الركض الطويل 
حيث لا ضوء يتحرش بعينيّ 
ولا كحل يصفع مرآتي ليذكرها بأنني أنثى 
فقط أحمل عينيك بكل رفق على عاتق القهوة 
فهي الوحيدة القادرة على هندمة الرواق
كي أبدو سوية عندما أراك
أو خليطا من المحظورات المحببة 
أو زمن بلا ضياع وفضاء له آخر
لنغدو أنا وأنت كجِباه الصبية 
المبارَكة بالعرق والجلبة
يزدان في قلبي ذاك الوجع كلما إشتد
كلما رأيتك تعوّل على إطمئنانك
بأنك ما زلت الجعبة التي أفرغ فيها كل أشواقي
البواسل من أحرفي لم يعد يرضيها الركود
تحتاج إلى حربٍ طاحنة تشهدها الندوب كي تبرأ
تهزم بها الحاكمين بأمر الشوق 
الذين يضللون الهجوع ويترزقون على 
الأحلام وحكايا الإلهام الصاخبة
قابِل دوامي بالرصاص إن استطعت
فالكون في صدري والضمان قطعة
من ملامحك لم تبرح صلاتي سرًا أو رضا
بقينا طويلا وتحدثنا قليلا
وما بين قلتك وكثرتي أحبك أكثر
ها أنا العائدة من بكاء التين والزيتون 
أوشم آيات الله على ساعدي 
أقيم تداعيات الرحابة في الصدور 
وأُعمّد المواقد والفراشات التي
عادت بجناح واحد وكثير من العطر 
وجباه الرائعين الذين يجيدون كل شيء إلا الفرح 
كالغيوم التي تجيد رسم الأرض بالأمطار
ونظريات النساء الجليلات التي
أصابتها لعنة المنافي وشهامة العقل 
خذني إليك تبغٌ وأقداح وإجابة
وشمٌ أسفل زندك الأهيف
وبحرٌ أصدافه دومًا تغني 
للخوافق والصخور وبوح العابرين
أنا أحبك رغم المناديل وكبرياء 
الهامات المجبولة بالشوق والكتمان
نزجر التكرار ونُعلّم التحليق حقيقة الخِلان
مقاتل هذا القلب والأماني جيوش مؤجلة
لا يبالي بالفجوة ولا كفر المسافات
أو عنق الليل الطويلة 
يتمتع بشعبية الإنصات الهرمة
وأحبال العثرات المتينة 
يهدّب أشمغة غياباتك المتواترة
ومازال ينمو كلما صُلِب على جذع ال أحبك

مقاتل هذا القلب / بقلم : ختام مياس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق