طيف المزاج مابين السوداوية و نصوع التجلي / بقلم : سناء عيسى
طيف المزاج مابين السوداوية و نصوع التجلي.
البعض يعتقد المِزاج هو جزء من الشخصية غير مرغوب فيه و هذا يعمل على تقليل الاِهتمام بالمزاج. أنا أعتقد المِزاج جداً مهم و نحتاج إلى مهارة من أجل التكيف معه وذلك لغرض تسهيل مسيرة الحياة.
المِزاج عندي مُدلل و لكن ضمن ضوابط بحيث لا يتجاوز حدود مسؤولياتي و لا واجباتي. مع السنين تعلمت أنصت إلى مزاجي و هذا مما جعل المزاج أكثر مرونة لخدمتي و ليس لاِستفزازي و قهري.
من فوائد اِستيعاب المزاج هو تنمية مهارة التكيف و التنقل بمرونة بين حالات المزاج المتباينة مما يجعل التحكم في السيطرة على المشاعر أسهل . و من أهم الأمور في التعامل مع المزاج هو قبوله و الاِحساس به من دون عار و من دون اِشمئزاز من النفس و كذلك من دون زهو و غُلُوّ.
الرؤية للحياة كأنها طيف في أغلب جوانبها و حالاتها و أشيائها يجعل التكيف مع الحياة أسهل. حيث المعلوم بأن الطيف هو تدرجات مابين النقيضين من نفس الجنس بإتجاه الزيادة أو بإتجاه نقصان.
التعامل مع المزاج و كأنه طيف يعمل على تعزيز المرونة في التنقل ما بين السوداوية و تبعاتها من ضبابية و حزن و خوف و ما بين نصوع التجلي و تبعاته من الشفافية و الحب الذي يسع الجميع و سكينة لذيذة يتوقف عندها الزمن.
و لتوضيح كيف من المُمكن المشاعر تتكيف مع المزاج نعمل على تشبيه المزاج بالبحر و المشاعر هي المراكب التي تُبحر فيه. هناك أوقات البحر جميل و هادئ و المراكب تبحر بكل يُسّر إلى مبتغاها. و هناك أوقات عصيبة فيها البحر صاخب و مضطرب؛ تتمزق فيها الأشرعة و تنقلب فيها المراكب. مع هذا من الممكن هناك فرص فيها المراكب تتجاوز محنة هيجان البحر. و هذا يعتمد على كيفية تعامل المراكب مع البحر.
و المعلوم أجواء البحر ليس فقط هدوء جميل أو صخب مرعب لكن هناك حالات للبحر من نفس الأجواء تتدرج بينهما و في كل الأحوال سلامة المراكب أو مدى اِستمتاعها بالإبحار يعتمد على مهارة ركوب البحر و التكيف مع طيف تقلباته. بالضبط مثلما حالة المشاعر مع المزاج.
و دمتم أصحاب تحكم مرن على المزاج الشخصي بالرغم من كل الظروف المحيطة.
سناء ١٩٦٥
الله يا جمال هدوء البحر…
طيف المزاج مابين السوداوية و نصوع التجلي / بقلم : سناء عيسى
تعليقات
إرسال تعليق