عندما يتجلى الحلم / بقلم : عائشة زاهر
عندما يتجلى الحلم
==============
تناست حلمها السَنِيّ لِتغرق في تفاصيل حياتها اليوميّة؛ إلا أن الطفلة التي تسكنها لا تفتأ تُذكِّرها به، تنقر على جدار قلبها ؛ تدعو روحها لِتهيم في ملكوت الكون بحثا عن حلمها الغضّ ، تُوشوشها: "إنه يتوارى بين المجرّات و النجوم، يسكن بين الدّوحات ويهيم في البراري والغابات ؛ إسمه منقوش على سقف الأمنيات ، يتجلّى طيفه في كل الإشارات ، إياكِ أن تركني الى النِّسيان.
إلا أنّ سيدة الحلم ضاقت ذرعا برُعونتها فما استجابت لنِداءاتها المُتتالية وأنبتها بنبرة يخنقها المرار و الدّمع : " أن اصمتي كفى ؛ لو كانت الأحلام تتحقّق لما عاش النّاس في حيرة و ألم ؛ لقد أصابتنا تعويذة شؤم و عقدوا على أحلامنا بألف عقدة ..!
كم مرة لمحنا أنورا مُسربلة بالمُنى و السّعد، لندرك لاحقا أنها ما كانت سوى نجوم سيّارة اخترقت أعماقنا صُدفة لتقطع من خلالنا مسافة الضّوء ثم تختفي غير آبهة بنا؛ كم مرة تقوقعتِ بداخلي تبكين حُلمك الضّائع ، تارة تتأسّفين على أوهامك الخدّاعة و أخرى تلعنين حظك العاثر ؛ أفيقي لقد كبرنا و استحال الحلم ؛ لن أنساق مُجدّدا وراء رغباتك و لن أثق مطلقا بتوقعاتك ...
فجأة انتفضت الصّغيرة الحالمة و طفقت تطرق على أفكارها و تُعربد بداخلها من جديد و تُكرّر ذات النداءات :" تطلعي إلى الأفق البعيد حيث السماء ، أرجوك امتتثلي لتوقعاتي الأخيرة، تأهبي لاستقبال حلمك ..!" فأذعنت لها على مضض ، نظرت فاقشعر بدنها حين تجلّى لها قمرٌ ؛ يتدلّى من سمائه ويقترب منها قاب قوسين ؛ تطلّع إليها مبتسما وهمس بحنو : "ياسيدة الحلم، ما الطفلة إلا روحك البريئة ولقد جئتُ لأحرّرك من هواجسك، لا أحلام بعد اليوم ؛احتضنها و انطلق بها نحو نور الحقيقة.💥
#عاشقة #الحرف #والبنفسج #عائشة💜
عندما يتجلى الحلم / بقلم : عائشة زاهر
تعليقات
إرسال تعليق