سمفونيّة الجنّة / بقلم : ناهد بدران

سمفونيّة الجنّة

من كفٍ بلونِ الماء
و وجهٍ يجمعُ بينَ البسمة 
و الرّجاء  
ترانيمُ من بوحِ الصّباح
غفتْ على جدائلِ الزّيتون
تباري برعماً من نبض
يغفو في الشّرايين ..
يشدو الوترُ في معراجه الأطهر
تتهجّدُ في محرابها النّجوم
تلكَ الّتي يجافيها الكرى 
و قد وزعتْ من نورِ عينيها 
ألقاً يباري نبضها الغافي  
فبعضها يخفقُ هنا 
على سريرٍ .. و ربما سقطَ الدّثار
أو ربما من قسوةِ البرد
جافى النّوم مقلَ الصّغار ..!!
غدا ستصنعُ الخبزَ 
و تجمعهم على الإفطار
و تستمتعُ بضحكتهم و هم يأكلونَ
الهمّ من قلب لهم ينبض ..
 و تنمو أفنانها و تنضجُ الثّمار ..
موصول ليلها بالنّهار 
تودعهم و البسمةُ مرسومةٌ 
من لونٍ طلتهم
و الحزنُ مفقودٌ إن عادوا إلى الدّار
تمضي بها الأيّام و تسرقها السّنين
و جلّ همها نغمٌ ثقّبَ روحها ليتموسق
فغدى سمفونيةً للجنّةِ الّتي اخضرّت 
من أنفاسها ..
كانوا لها سراجَ فجرٍ .. و هي الفتيلُ
و قد فتكتْ به النّار ...
و بقي جذوةً تحتَ الرّماد
تشعلُ ما تبقى من ورق
ممهورٍ بنورِ الرّوح ..تدعو لهم 
 و ينبتُ من دموعها نوّار ..!
و الصّبرُ خطّ  في وجهها سطوتهُ
تعرّجَ المسير و الظّهر
أحدبٌ صار .

سمفونيّة الجنّة / بقلم : ناهد بدران 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق