أيام يونيو... / بقلم : زهرة رحموني
كان يوما من أيام يونيو الذي تشرع فيه الحرارة بالارتفاع، معلنة بأن فصل الصيف على الأبواب، مما يجعل حماس التلاميذ والطلبة ينقص بالرغم من إقتراب موعد الامتحانات.
حاولت أن أتذكر شيئا من ملامحي في ذلك اليوم ووسط تلك الأجواء، ففوجئت بأنني نسيت كل شيء.
كان الوقت يشير إلى الحادية عشرة صباحا، والساحة الواسعة للمؤسسة خالية من التلاميذ إلا من القلة القليلة الذين تأخرت ساعة امتحاناتهم، فإما تراهم داخلين إلى الأقسام خائفين، مرتبكين، أو خارجين منها والحيرة تعلو محياهم.
لا أدري في أي فئة كنت من كل هؤلاء، ولكن أتذكر أنني بعد الخروج، ذهبت مع صديقتي في نزهة صغيرة لنرتاح من ضغط الامتحانات.
تمشينا حتى تعبت أقدامنا، ثم وقع اختيارنا على أحد الأماكن في الحديقة وأخذنا راحتنا في الجلوس.
تحدثنا بلغة بريئة يملأها كثير من الخوف من المستقبل الذي كان يبدو غامضا أمامنا، ولكن صديقتي كانت أكثر تفاؤلا مني في تلك الآونة، لأنها كانت مقبلة على الانتقال مع أسرتها إلى إحدى المدن الكبرى لتتابع حياتها ودراستها هناك، فكانت مزهوة ومسرورة بذلك، بينما كان يشوبني نوع من الحزن ربما بسبب فراقها ولكن لم أستطع أن أعبر لها عن ذلك.
كان هدفنا من تلك الفسحة بالأساس هو توديع بعضنا على أمل أن نلتقي في فرصة أخرى.....
مرت سنوات، ولم نلتق أبدا.
تعليقات
إرسال تعليق