مارجٌ من ماء / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق

مارجٌ من ماء

مازلتُ ناراً؛
حتّى بعدما قذفوني في النّهر...
فكيف لي أن أتحرّر؟
أ عندما يَغرقُ الماء !؟
فيتيبّسُ جوف القاع؛
لتُنجبني الأرض بعد عقودٍ من الجّفاف...
كقداحٍ مُلتهبٍ من نبتةٍ شائكة !!
ريثما يمسُّني الودق أُعْتَقُ كضوء.
تلكُمُ كانت ولادتي الأخيرة...
رغم أنّني لا أُطيقُ الأعياد !!
لكنّني اِحتفلتُ و لأوّل مرّةٍ بعيدِ ميلادي؛
الأوّل و الأخير...
ذاكرتي الذّبابيّة لا تحفظُ التّواريخ؛
أعتقِدُ أنّه كان في عيد الأُم !
لذا زارتني جدّتي الحكيمة أُمُّ أبي المُتوفاة...
كرُؤيا في أضغاث حلمٍ ضبابيّة !!
كانت ترتدي ديباجاً لؤلؤياً مرصّعاً بحجرِ القمر؛
تعالج المرضى بابتساماتها الضوئيّة...
مدّت يدها المُشعّة إلى جيبها،
ثمّ أخرجت حفنةً من نباتِ السّعد كعادتها !!
و أنا أنظر في كفّها !! تذكّرت جُلّ الحَكايا؛
القِصصُ الرّوحانيّة الّتي روتها لي عندما كُنت صغيراً...
كشريطٍ سينمائيّ في غضونِ صلاةِ الفجر !!
اِستفقتُ مُبتهجاً مُتوهّجاً و كأنّني جُرمٌ سماويّ...
توضّأت بدموعي القزحيّة...
فصلّيتُ في نهرٍ من نبيذٍ محلّل !!
مودعاً جسدي إلى عُقرِ قبرٍ بُركانيّ...
غَسَّلَتْ روحي أنامِلُ الشّمس بعرقِ الشّفق !!
أذوبُ فأذوب... رُويداً رويدا...
حتّى أصبحتُ زلالاً غزيراً !
أنا بُكاءُ النّار... أنا المطر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق