شانيل / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق

شانيل
------
كيف للطبيعة أن تُبدّلني كثياب !؟
لطالما ظننتُ بأنّني محض صدفة...
صنعتني الطّبيعة من بقايا حضارات !
لذا قرّرتُ ذات مرّة أن أعيش بعيداً...
وحيداً في البحر، سرابُ قُرصان؛
أظهرُ طيفاً كلّما طلّ الضّباب كرذاذٍ في الأفق !
عند الغسق أتحوّل لغُرابٍ بنفسجيٍّ مُزرق !!
تتراءى لي سفينةٌ مُحمّلة بأزياء أفلامٍ سينمائيّة...
صفقةٌ مُهداةٌ على أكفٍّ شفيفةٍ عائمة !!
سألبسُ الآن زيّ زورو و أتقمّصُ شخصيّته؛
سألتقي بتلك الحسناء المُحاربة في الإسْطبل !!
سأُمزرقُ فُستانها الأبيض الشّفّاف بسيفِ نظري الحاد...
عندما كُنتُ صغيراً تأثّرتُ بسندباد !!
أتخيّلُ بأنني أُقاتِلُ طائر الرّخ و تنيناً إسطورياً !
لأنقذ تلك الأميرة بمساعدة صديقي الشّبح !
الماردُ الّذي خرج من فوهةِ مصباحٍ سحريّ بعد دعكهِ...
ههههههه... كم كُنتُ ساذجاً !!
لقد كُبرتُ ريثما تلبّسني القاتل المهووس؛
الّذي يخطفُ النّساء و يقتلهُنّ و يسلخ جلودهُنّ...
ليصنعَ من عطرهنّ ترياقاً للمحبّة !!
تلك الصّهباء الجّميلة كانت الضّحيّة الأخيرة...
بها أكْملَ قارورتهُ السّحريّة.
سأُجرّب الآن رداء الإعدام الأحمر.

أحمد نجم الدين - العراق
------------------------

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق