عصرُالخُرَافَات / بقلم : حنان بدران

عصرُالخُرَافَات!!!
 
لَيْلِي انْتَشَرَ بِبَيَاضِه الفَاحمِ 
وَأَنَا أمارسُ طَيَرانِي 
إلَى تِلْكَ النُّجُومِ الذَّابِلَةِ، دَربِي إلَى زَمَنِ الأَفَلّ بالذهول  
أُحصِي خُطَايَ صَوْبَ حُقُولٍ تقْتل قبيلتها وَعَشِيرَتهَا ؛ فيتهموني بقطع سكك الْمَوْت:
هَدَم الْعِمَارَات السكنية، 
"كوبري" ينزلق بِالدَّهْشَة ،
جُمُوح السُّفُن فِي الْبَحْرِ ،شَنق أرصفة الْبُكَاءِ، ويتهمني الْجَلَّاد بإعدام الضَّحَايَا، 
وإضْرَام النَّار ،
ونَثَر الْأَشْلَاء!!!

وَتَصَدَّق الْأُمَّهَات الأكذوبة 
بِأَن النعيقَ هُو الشُّؤْم ُ،
هَرَبَ الْغُرَابُ فِيهَا ذُعْرًا مِنْ بطشِ الْبَشَرِ،
الْكُلّ يَلْعَن البُومَ 
بَدَل لَعَن شُؤْمٌ آثَامِهِم !!!

فُتِحَت صَنَادِيق الْأَسْرَار ؛
فانتحرت الْأَصْوَاتُ فِي حَنْجَرَتِي، 
أَطِير مصفقه بأجنحتي 
مِنْ الْأُفُقِ إلَى الأُفُقِ 
فيلعنني الْقتْلَة؛ لِأَنَّنِي بُومَة متمردة!!!
 
أفاجئهم وَهُم يقترفون آثَامِهِم الوقحة، 
أَطِير فَوْق رُؤُوسَهُم بِصَمْت؛ فتتكسر فِضَّة الْقَمَر ،وتنحني أَشْجَارِه البلورية، 
تَنَكَّس الرَّايَات 
وَأَنَا ألاطف الْأَشْبَاح الْوَدِيعَة ،
وَأَرْوَاح الْمَوْتَى!!!
 
أتَحَاشَى الْبَشَرِ كَمَا أتحَاشَى ابْنُ آوَى ؛
أَنْشَر تعاويذي السِّرِّيَّة 
كَيْ لَا يُصِيبَكُم نَحس بَنِي قَوْمِي،
أَنَا البُومَة اللَّطِيفَة 
أتَشاءَم مِن جلادي بِلَادِك 
وَهُم يَسْنُون أنيابهم عَلَى أَطْرَافِ سَكَاكِينَهُم 
لَحْظَة تربعهم فَوْق تَوَابِيت قَتْلَاهُم ! 
يناظرون "بميكرفوناتهم" عَن الْبَهْجَة ،وَهُم يَقْطَعُون رُؤُوس مدنهم بمنجلِ النَّار ! 
كَيْف أَقْنَع شعبك بِبَرَاءَتِي ؟ ! 
وَكُلّ جلاديك تَرْتَعِد أمَام نقمتي ؟ ! 
وَمَا زَالُوا يَزْرَعُون الحُقُول بِالْحُزْن!!!
 
أَنْصَت لكرنفالات الشعارات المطرزة عَلَى جُثث الْقَتْلَى، 
وَلَا تَرْتَعِد الضَّمَائِر بِالْمَوْت العبثي 
قُلْ لِي :
 كَيْف أَقْنَع أُمَّتَك بِبَرَاءَتِي ؟ ! 

قُلْ لِي : بَعْدَ أَنْ قُصُّوا لِي أجنحتي 
كَيْف أُشِير عَلَى آكِلِي لُحُوم أَوْطَانِهِم حَيَّة ؟!

وَقُل لِي : لِمَاذَا لَا أَحَدَ يَجْرُؤ 
عَلَى تَسْمِيَةِ الْقَاتِل الْحَقِيقِيّ سِوَاي . . . ؟ !!
وقل لي ثم قل لي ؛ من هم الذين يزرَعون 
الجماجم في فيافي الموت ...!!
 
حَنَان بَدْرَان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق