بريدي الافتراضي / بقلم : حنان بدران
بريدي الافتراضي
تصلني الرسائل البريدية اليومية ؟؟؟
وأنا أفتح كمامة الكلمات أشم رائحة المطر والدمع ومن بعضه يقطر الدم ، رسائل صباحية ومسائية ورسائل غامضة وواضحة ، رسائل مفترسة ومتطفلة ، رسائل صادمة متألمة، ضائعة وتائهة ، رسائل متذاكية ، رسائل جائعة وتبحث عن لقمة سائغة ، رسائل تستعرض نرجسيتها وغرورها ، رسائل سمجة تستخف بعقلك ، ورسائل محبة وراقية ورسائل تفرض احترامها عليك ورسائل بقمة الوعي والاحترام..وووو....
وكوني لا أراكم إلا بعين قلبي ولأني لا أراكم كفئران تجارب في مختبر كلماتي وقلمي..
وأنا هنا ولست هنا..
ولأنني خُلقت بتكويني أشتهي الفاصلة وأشبع من قضم علامة السؤال واغوص لاصطياد الكلمات ، وحدي أعرف ما وراء الكلمة حقاً ووراء كل فاصلة ، ووحدي أسمع صمت بعضهم خلف كل سطر ونقطة ..
ووحدي يصلني صوتهم نضراً من الورقة المتآكلة..
ووحدي أفهم معنى الطعم الحقيقي للمرارة والندم والوهم والمستحيل ..
أنتهي وأنا أضم وجعها إلى وجعي واقرأ خباياها وايقاعاتها المختلفة ونوتات عذابها وألمها وجوعها وعطشها وضياعها ورقيها وخذلانها وانكسارها وخبثها وووو..
وأضيفها إلى عذابي كإنسان ومواطنة.
هل تراني تحولت معكم وبينكم كأني كاهنة الوجع في مساء ليل الغرباء..؟!
ومن بين كل الرسائل أنتبهت فجأة : لم يكتب لي أحداً منهم عن الفرح أو إنه سعيد وراضٍ عن حياته .
تسألت : لماذا ؟!!
يا سادتي هل أصبح السعداء بهذه الأمة أميين لا يعرفون لغةالكتابة والقراءة ؟!
ح.ب
تعليقات
إرسال تعليق