جوكر / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق
جوكر
أنا دائم التّغيُّر كالفصول؛
لكنّني دوماً أستقّرُ صيفاً مُشمساً...
لأسقي ظلّي و أجعلُ منهُ قريني النّازيّ !
نعم أنا الآن قاتلٌ مأجور و بحرفنة؛
يُقال بأنّني قتلتُ امرأة حاملة بتقاليدي الذّكوريّة
ببُندقيّة ظنٍّ عمياءَ كاتمةِ الصّوت !
رغم أنّ بناتُ أفكاري تُجدن اِقتناص أدمغة الرّجال !
بدسّ مكيدة بطعمِ التّوت البرّي في عقولِ قلبهم اللّاهث للشّهوة...
لذا أُصيبَ نصفي الطيّب بفقدانِ ذاكرةٍ كلّية.
بعد كلّ عمليّة اِغتيال أُفخّخُ سيّارة GXR بحفنةٍ من الأوراق النقديّة من فئة المئة دولار الأمريكي معطّرة بالبروت الفرنسي في وجهِ حسناءٍ من الحانة المُجاورة لبيتِ عامل خدمة توصيل فطوري اليوميّ.
فقد اِلتحقتُ آنفاً لإحدى المافيات الإيطاليّة،
لذا ينعتُني أصدقاء السّوء بالجوكر !!! ههههههه...
أنا صيدٌ سهل لبائعاتِ الهوى... صائداتِ المال !!
شرقيٌّ سكّيرٌ مُسرف؛
لكيّ أكون صلباً !!
أنتظِرُ اللّيل بفائق الصّبر...
ألبسُ زيّاً مُزركشاً !
أرتدي شَعراً مُستعاراً قزحيّاً !!
أرسُمُ ضحكة كاذبة بأحمر شفاه قانيّة على فمي الأعوج...
أنا الآن تحوّلتُ لمُهرّج؛
أخرجُ كالبهلوان من بيضةِ عُزلتي الماكرة !!
لا يعرِفُني أحدٌ غيري...
أرقصُ و كأنّني أطير !
أضحكُ بهِستيريا لكن بصمت...
أصبحتُ صاحب السّعادة !!
من بهجةِ المارّة و اِبتساماتهم القلبية...
و أنا أزرعُ في روحهم رؤيا ضبابيّة السّحر !
مدينةُ ألعابٍ ضوئيّة عائمة،
أتركُهم هائمين في برزخِهم المائيّ...
لأعود مُتأخراً كالعادة لسرابِ عريني البنفسجيّ !
مُرتَشِفاً نبيذاً من جوفِ ذاكرتي الذُّبابيّة
المُكتنفة بالدّموع الثّملة !!
فأنامُ جاحظ العينين أُناديني بصوتٍ مُجلجلٍ بربريّ كصليلِ سيفٍ لمحاربٍ رومانيّ قهقهاتُ صهيلُ فرسهِ يخلقُ طيفاً من نارٍ صانعاً نصفي الشّرّير ليُعيدَ برجوازيّتي بهيئةِ كابوس.
جوكر / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق
تعليقات
إرسال تعليق