حين وصلتَ باكراً / بقلم : جورجينا سلوم

حين وصلتَ باكراً 
........................

كان الوقت قد تأخر بعضَ الشيء حين بدأتُ بقياس فساتيني ..
المرآة نعسانةٌ على مايبدو .. فقد اعتادت على النوم باكراً طيلة امتحاناتي ..
الفستان الرابع ..
الخامس ..
كلها غير مناسبة ..
أنت تحبني بالجينز و الحذاء الرياضي كما تظنّ ..
بتيشرتٍ عليه صورة كلبٍ أو مغنٍّ فتح فمه ونسي إغلاقه ..
مرآتي تتثاءب طيلةَ الوقت ..
تغمض عينيها للحظاتٍ قد تطول .. ثم تتنبّه إلى وقوفي أمامها ..
فستاني السابع هو الأنسب لكن يبدو أنني نحفت قليلاً ..
لابدّ من أخذه إلى الخياط صباحاً ..
أخلعه ، و أبحث بكسلٍ عن منامتي بين الزحام ..
فأنشغل عن وصولك ..
من المفروض أن تأتي بعد غدٍ ..
أن نلتقي للمرة الأولى أمام دار الأوبرا ..
كان لابدّ أن تمهل عينيّ يومين لترتاحا من ضجيج السطور في كتبي  ..
يدكَ لا تتركني وشأني ..
تسحبني بلطفٍ ..
يضطرب نبضي ..
أتوقف ..
أسحب نفسي منك ..
ألتفت إلى المرآة في ارتباكِ مَن يحاول أن ينشغل بشيء ..
أجدها قد أخذت الجانب الأيسر من سريري ..
يزيد ارتباكي ..
أنت .. وأنا .. 
سأفتح الشباك لدقائقَ .. 
دعني أدخن سيكارةً على الأقل ..
تشعل ولّاعتك ..
أحبّ أن أجلس .. أنتَ تعرف .. 
للنساء طقوسٌ خاصة وقت التدخين ..
ألفُّ ساقاً على ساق ..
كأس نبيذي في يدك ثم يدي ..
رشفةٌ أولى ..
رشفةٌ ثانية ..
على طاولةٍ صغيرة .. أضع الكأس ، و نصف السيجارة في المطفأة 
وأتمدد إلى جانب مرآتي ..
أتسمح بأن أنام ؟
يأتي صوتك عاتباً : ولكني هنا ..
دعني أنام لأنني في حلمي أكون أنا تماماً ..
أكون لك .
...................
حين وصلتَ باكراً / بقلم : جورجينا سلوم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق