اِرتقاء / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق
اِرتقاء
شُكراً جزيلاً لمواساتك؛
زُرْتِ قبري و أنا حيّ !
يا من كُنتِ طيفاً للشّمس...
كيف قَتلتِ القمر؟
أظنّ بأنّني قد مُتّ حقاً...
من سيضيءُ نِصفي؟
و كيف سيكون الخُسوف؟
في مُعتركِ الكواكب كُنتُ نيزكاً !
أنا الّذي أمسيتُ حفرةً اليوم...
ستُزرعُ في روحِ قلبي نبتة اللّبلاب !!
سأعلو كلّما أمطرتْ ضوءاً...
سأُنبتُ من جديد بهيئةِ نجم !!
سأمتطي يوماً تلكِ الغيمة القُطنيّة الفؤاد...
لأجلس على دكّة الأحلام !!
أُقلّبُ القصص الخياليّة بهيئة رؤيا.
ليلة أمس في المنام؛
كُنتُ في لُجّةٍ عاصفة تحوّلتُ إلى قيوطٍ برمائيّ !!
اِنفجارُ بركانٍ بحريّ يسكنهُ وحيدي القرون الهائجة...
خَرَجَتْ من فوّهة الفراغ !!
أصبحتُ في مصيدة حلزونيّة مع قريني الذّئب !!
السّبيلُ الوحيد للنّجاة... الفرارُ كحبّار...
ثُمّ ويكأنّما أسقُط في دوامة !!
لأكون أسيراً بيد قُطّاع الطُّرق !
كُبّلتُ بسلاسلٍ منتهيةٍ بمرساة سفينةٍ مفقودة،
أحملُ معي كلّ ما أملُك...
صولجانُ عُمري؛
عندما وُضِعَت البُندقيّة على رأسي !!!
لم أكُن أسمعُ سِوا أنفاس طقطقةِ الزّناد...
كيفَ تخترق الرّصّاصة جُمجُمتي !!
لقد عُرجتُ حينها إلى سماءٍ بيضاءٍ مزرقّة...
كأنّما حَملتْني أكُفٌّ من ريشٍ ناعمة !
أجلسُ جلسة القُرْفُصاء...
حينها دخلتُ في خلوة، اِنعدمتِ الجاذبية !!
اِنطفأت... عشتُ النيرفانا !!
صوتٌ جهوريّ يُقرِأُني السّلام...
سألته بلا صوت... هل أنت أبي؟
اِبتسمَ بهمسٍ و مضى.
سمعتُ قصائداً بعدها...
كيف تُغازلُ الأجرام و أنتَ شُعاع؟
يا ابن الماء...
لن تنوح أُمّك على موتك؛
سَتصنعُ من البحر ثمثالاً ثلجيّاً بهيئتِك !!
ثمّ تَنفُخُ روحها فيك لتكون إلهاً للماء...
لا تظن إنّك مُت... بل اِرتَقَيتْ.
اِرتقاء / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق
تعليقات
إرسال تعليق