رأيت اليوم أمي لأول مرة / بقلم : فوزية أوزدمير
رأيت اليوم أمي لأول مرة ،
تغذ الخطى خلف بعضها ..
ظلالا تساقط عارية ومبتسمة
مصنوعة من الرماد ومتداعية
وفي صمت تدوس على كعب القدر مقيدة بالعتمة الجامدة
تحمل في أعماقها الشفق البنفسجي من الماضي السحيق ، حين تسقط القطرات مرتعشة من الخوف ثقيلة تتدلى
تحس بالانجرار إلى الأعماق الباردة في لجة من ضباب يكون لقلبها صوت صرصور أسود ، مع أنها باقية في مكانها - مرتجفة - فحسب -
صعب أن ترغب في الارتقاء وترغب في الهبوط
مخنوقة من الانشراح ، تحوز الحياة على إيقاع لون آخر
مرتعشة ،
مرتعشة ،
تضيء ثم تصمت مثل ومضة في الحكاية
تحت سرير يصيغ كل أساور العرس الذهبية .. !
تنام في الغرفة الأخرى ، تمط حلمها العتيق كأسطورة السائر في نومه الملتبس سر الوجود ، توسدت جسمها عجائز الذئاب والغربان
أمسكت يديها الحارتين
أتشوف أنا لجسدي المرتعش أسمع خبطات الواقع بعيون باكية ، يبحث عن امرأة يسيل في شرايينها نهر الليل الساكن ..
فلقيت روحا على أحلامي الطرية
تنشج بدموع أليمة
فلا ترى شيئا .. !!
هل كان هذا الوجود المتشيء ، فكرة ، أراد نحتها الموتى قبل تجمد الرؤيا يوما ما تعابيرا منقوصة .. ?
أم نصا مجهولا اختلط فيها قصد الراوي والرائي بمستوى فهم الناقل وقدرته على الاستيعاب - تناغم - ضمن شكل - دال -
خرافة روح .. لا أدري .. ? ! !
ربما أمضيت كل حياتي وأنا أبحث عن شيء ما ..
لا أدري لِم لمْ أجده .. ?
رأيت اليوم أمي لأول مرة / بقلم : فوزية أوزدمير
تعليقات
إرسال تعليق