الأم الايقونة... / بقلم : حنان بدران

الأم الايقونة ..

في مهازل تراكم الأعياد ما زلت أبحث عن تلك الأم بالمعنى الحقيقي للكلمة ولا أقصد طبعا الحمل والرضاعة وهما أمران مشتركان بين الحيوانات الثدية .
لكن عن تلك الأمومة بذلك العمل الإنساني المستمر والذي يرتبط بالشرط الأخلاقي الذي يميزها عن بقية المجتمعات الحيوانية .
ومن هنا كانت وظيفة إنسانية كبرى ، ترتبط مباشرة بأهداف المجتمع الذي تعيش فيه والمرتبطة بتاريخه حاضره واقعه وتطلعاته نحو المستقبل النابعة من هذا الوعي . ومن هذه النقطة تبدأ مسؤوليتها نحو تطور الأمة ..وهذا مدعاة المناداة بالأم المثالية أي الأم المثقفة امرأة واعية امرأة غير ممزقة بالأمراض النفسية والعقد الاجتماعية أو الجسدية ..
أبحث المرأة الثورية الشجاعة التي لا تستخدم أطفالها كأدوات ابتزاز للتشهير والاستنزاف أو لابتزاز المال أو الحب أو التسلط ..
وحتى نكون صرحاء الأم كما هي في جميع البلدان المتخلفة تشارك الأسرة في وباء المجتمعات من : الجهل ، المرض الفقر ..ولا أتحدث فقط عن الأم في البقع النائية اتكلم وإنما أشمل الأم في شوارعنا الخلفية للمدن ، الأم التي تعاني في بيوت الصفيح وحياة معيشية مزرية ، وعن الأم في واجهات المدن الثرية والتي تملك رصيدا ضخما من الجهل والفقر النفسي ولربما الأنانية مما يجعل أمومتها أكثر نقصا من تلك التي جف حليبها فقرا وتهاوت جوعا .
لهذا انادي قبل أن نحتفل بالعيد ونهلل له حين نجد "المحتفى به" ..علينا فتح مدارس للتوعية أو مكتبه أو مدرسة لمحو الأمية ونذكرهم بدورهم الإنساني بعد طبعا تأمين الماء والكهرباء وما يحفظ كرامتهم وليتنا نقوم بوخز بعض الحكام اللاهين كل على طريقته ..حتى نجد الأسرة ويكون لدينا طفل ، لأن أطفال الخيبات وجيل المأساة هم أطفال بلا طفولة..
وقبل أن نعيد الطفولة وبناء أمهات واعيات لا أجد مسوّغا لأي احتفال أو أي عيد في شعب غارق بالتخلف بلا أمهات وأطفال تغطس في الضياع..!!!

الأم الايقونة... / بقلم : حنان بدران

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق