الأول من أيلول يا آسيا... / بقلم : ليلى الحنين

الأول من أيلول يا آسيا .
موعد حزني .
أكره الخريف ..يذكرني بكل اللحظات التعسة التي مررت بها ، وفوق كل هذا تتخذين قرارا بالعودة إلى فرنسا ، أنت لئيمة ومغرورة ، تعرفين ان يارا بدأت توطد العلاقة بينها وبين والدها ، واحيانا تبقى في بيته ليومين او ثلاثة ، حسب مزاجها ، او حسب الإغراءات التي تقدمها زوجة خليل الجديدة ، وابقى وحدي في البيت الكبير أقاتل أشباهي الأربعون ، وربما في نزوة غضب أخبط رأسي بالحيطان .
أنت مربكة في قرارتك ، تقدمين على قتلي ببرودة دم رهيبة ، تعرفين اني وحيدة ، وضعيفة ، ولم أعد أملك روحا ، ومع ذلك تقدمين على خيانتي .

لماذا تهربين من حياتك ؟ ومني ؟ ومن يوسف ؟ ومن البلد ؟ ماءا ستجدين في بيتك الباريسي سوى الحزن ! الخريف في باريس قاتل ، ستجدين نفسك وحيدة إلا من شرورك ، ستعتادين السهر والأرق وستكتبين لي رسائل حزن مملة ولن أرد عليك ، على الاقل ستجدين هنا صديقة خائبة الرجاء في الحياة ، ولكنني مسلية ، كم مرة صنعت لك البازلاء ؟ .

انا أعرف ماذا سيحدث أول ما تفتحين باب بيتك ، إسمعي فحسب ولا تقاطعيني : 
ستفاجئك رائحة يوسف في البيت ، عطره ، وفردة حذائه الذي أعتاد على رميها كيفما اتفق ، ومعجون الحلاقة الذي لا يغلقه حتى يجف مع الوقت ، وأعقاب سجائره على المنفضة ، ستجلسين وحيدة ، تتأملين كل هذا ، وتبكين ، ثم في محاولة لطرد ذكرياتك تفتحين النوافذ ، فلا يواجهك سوى منظر السماء على إتساعها .

ستفكرين في مهاتفتي ، لكني لن أرد عليك ، ستموتين بغيظك حين تعرفين اني مدعوة لعشاء فيما انت تاكلين في نفسك وتبكين .
سأنتقم منك يا آسيا .
سأحب شخصا آخر غيرك ولن تجدينني حين تعودين .

ملاحظة : سأغير رقمي نكاية بك .
ملاحظة اخرى : لقد صبغت شعري ولن أرسل لك صورة .
غبية دائما .


الأول من أيلول يا آسيا... / بقلم : ليلى الحنين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق