جرحُ الياسمين / بقلم : مي عسّاف
"جرحُ الياسمين"
في ذمّة الريح
أحلامنا
تشربُ مع الطغاة
نخبَ موتنا
والرحيل..
منذ أن خبّأتُ
انكساراتِ الوطن
في خلايا دمي ..
منذ أن ألقيتُ آخرَ تنهيدةٍ
على حافة الغياب..
منذ أن بدأتُ أتنفسُ
ثاني أوكسيد الوجع
فوق جبين
وطنٍ
يحتضرُ فيه الحلم..
ويموت فيه السلام
مخنوقاً برائحة
خيانةٍ
مولودة
في آذارٍ
بغيض مشوّه ..
في ذمة الحسرة
عالقة ما تزال أمانينا
من يطفىء حرائق الندم
في حقولك
يا وطني..؟
من يزيل
عن عينيكَ
غبارَ المواجع
من يرمم
كلماتي المكسورة
وهي تئنُّ ظلماً
تحت عرائش
ياسمينكَ المجروح ..
في ذمّة
الخذلان
حكايا
الحنين النابتة فوق
جراح وطن..
وأنا المحمّلة
بذاكرة الصخب
وضجيج الأحزان
من يغسلني
بمطر اللهفة..؟
من يمنحني
غيمةَ فرح
تغسلُ قلبي
من كلِّ المواجع
وتمسحُ عن عيني..
دمعةَ وطن؟
هاربة أنا من
أنين الحكايا..
من عكاظ
المعاني
المكدّسة في
أدراج الذاكرة..
هاربة من
كلِّ المشاعر
كملكةٍ مزدحمة
بمدن المديح
وقصائد الغزل
أتعثّرُ بظللي..
أعانقُ صلواتٍ تغفو تحت
وسائد أدمعي
ألملم أشلاءَ قصيدةٍ
رثت عرّاباً
أهداها
وميض فرح
ذات ترف
ثم غادر
ذات خذلان.....
أيها القدر..
من يخبر
أمنيةً غفت
على موانىء السلام في بلادي
أنها تعجّلت الرحيل
حين قالت لي
"هذا فراق بيني وبينك"..
ثم غادرت
قبل أن تنبئني
ما لم أحط
به علما ..
وما لم أُطِقْ
عليه صبرا؟
من يعيد لوطني
رغيف الكرامة
بسمة النهار..؟
من يستجلب
لها من خلف
هذا الدمار
شمس الخلاص؟
جرحُ الياسمين / بقلم : مي عسّاف
تعليقات
إرسال تعليق