أصابع الدخان / بقلم : أبو أيهم النابلسي

            أصابع الدخان

  كل رقص الخريف في تمتماتي
  واندلاق المسـاء في نظراتي 
        
  صرتُ كالبحـر حين يغرق قهراً
  كالمستحيل ممـكن في الحياة
        
  فكأني مسبار روح تشظـت
  بيـن مـاض وبين ما هو آت
        
  تتهادى عكاز روحي بصمـت
  ويفـور التنـور فـي زفـراتي
        
  ويزيد الشتاء صـدري لهيباً
  وتضـجُ العـروق من نبضاتي
        
  وجـع الـدمـع حين يصبح نارا
  في عيوني  ويستقـر  بـذاتـي
        
  دهشـة حـرقة وناقوس ذكرى
  ويبـاس الآمـال فـي لحظاتي
        
  قسوة الموج حين يلطم وجهي
  قلـق الضـوء في هشيـم سباتي

  إيـهِ  يـا  دهـر  هل  ترانيَ حيـاً
  لتُطيـل المـكوث فـي سـاحـاتي

  انا مثـل الجميـع نـأتي ونمضي
  عمرنـا سـاعـة  كمـا  الحشـرات

  مـا لهـذا الطـريـق يركض خلفي
  ممسـكاً كالغريق في خطـواتي

  لم  أكـن  آسـفاً علـى  أي شيئ
  ضـاع  منى إلاك  يـا بسمـاتـي

  كـم تسـاقطتُ فيـك ذات ثوان
 وتسـاقطتِ  في جميع جهــاتي

  مشـهد الدهر حين يبدو رحيما
  عـدم  ازرق  بـلا  بصمـات

  فالليالي أصـابع  من  دخان
  والأماني  بلا  قميص نجاة

  فإذا مـا فقـدت انتظارك شيئاً
  انـت حـرٌ
  لـكن بـلا أُمنيـاتِ  .....


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق