هاقد أقبل الخريف... / بقلم : عائشة زاهر

هاقد أقبل الخريف ليمسح ندوب القيظ  من على وجه الصباح ؛  و يحمل بين نسائمه مقصًّا و مِذراة يشذب بهما  كل الذّوابل ، فيذرو كل باهت ويحيي كل واهِ.
ها هو الكون وقد  أضحى مبتسما من بعد قنوط، يستحم تحت قطرات الغيث المُنعشة، ويُحَتْحِت ماتبقى عنه من أدران و كأنه يُصقل من جديد.
ماذا لو يدنو الخريف من بعض النُّفوس المُشوَّهة فيزيل ماعليها من قُبْحِ و دناءة،
أو ينفذ إلى  تلك العقول الخاوية فيملأها حكمة و يشحنها هوادة ؛ ثم يغشى تلك  القلوب القاسية المُتقلِّبة فيزرع بين شِغافها ودّا و ثباتا و رزانة و من ثم   يمسح على بعض الوجوه المُقنّعة فيُسقط ما عليها من زَيْفِ و ضلالة! !
أماّ الألسن الكذابة والسّليطة فوجب أن تجتثّها رياح الخريف من جذورها فلا  تُصدر هسيسا و لا فُحشا و لا بذاءة.
 آه! ماذا لو نسير على منوال الطبيعة :  نتجدّد كلّما تجدّدت و نتبلّل كلّما تبلّلت و ننقى كما تنقى الطبيعة   مع هطول كل مُزنة...!
 ألسنا من الطبيعة وإليها  ننتمي ؟ ألسنا أبناء هذه الأرض التي تحتضن كل الكائنات  ؟!
لم كل شيء قابل للتّجدّد  والسُّموق إلّا بعض البشر كلّما تمر  الفصول عليهم  يزدادون قُبحا و تتجذر فيهم البشاعة ...! 

#عاشقةالحرف #والبنفسج #عائشة💜

هاقد أقبل الخريف... / بقلم : عائشة زاهر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق