بدايةُ شهرٍ جديد / بقلم : بتول حمّادة
بدايةُ شهرٍ جديد
اعتدتُ على تشييع الأشهُرِ معك، والإحتفال بولادات الجديدة.. معك
لا تزال البدايات تهزُّ فيَّ شيئًا، ولا أزالُ أجهلُه بشكلٍ كامل، أتراهُ منّي أم الأنتَ الّذي يركُن داخلي!، لطالما فكّرتُ في أنّنا قطعتا "بازل" لأحجية كبيرةٍ واحدة. أنت وأنا وبعضُ التّفاصيل وبعضُ المشاعر المبعثرة والّتي لا تناسب حوافها أي جزءٍ من الأحجية.
باتت البدايات تخيفني يا ملاذ، كيف لياء المُلكيّةِ أن تُسرقَ من اسمك بهذه السّرعةِ والخفّة!، في البداية، لم أظُنّ أنّي قد أناديك من دونها.. والآن، أراكَ تتجردُ حتى من اسمكَ الّذي ألِفتهُ يا حبيبي، أما "حبيبي" هذه صفةٌ زهيدة، تحتلُّ الفراغ الّذي تركه اسمك المُسافر، أحب أحيانًا مناداتك بها، بدلًا من ألّا أناديك.
كما تعلم، يكذبون في أوّلِ يومٍ من أبريل، وهم على دراية كاملة بحقيقة وجودهم، وحقيقة أنّهم ليسوا إلا كذباتٍ صغيرة كذبها رجلٌ وامرأة في ليلةٍ ما من ليالي التّقويم، مجموعون على مسرحٍ كبير أو في صندوق ألعابٍ مصنوعٍ من الهراء. لكن يا ملاذ في داخلِ كلٍّ منّا حقيقةٌ تولد مِن فِكرة وجودِنا وتتغذى على وجود شخصٍ آخر. وهذا سيكون أنت، اليقين الوحيد، الفكرة الوحيدة المؤكِّدة لوجود شيءٍ ما حقيقيّ وعفويّ تمامًا.
ولا بدّ من أن أخبرَك، حين يخذَل المرء من الحقيقة الوحيدة في حياته، يرى بقيّة الأكاذيب مجرّد نقاط تدور في فُلكِ الخدعةِ الأكبر، كبيرة حدّ تغليفها باليقين، وهذا أيضًا.. سيكونُ أنت يا ملاذ.. ببساطة قاتلة، الخدعة والحقيقة أنت. كنت وستبقى إشارة التّعجب الأكبر في حياتي.
ولأنّي أكرهُ الاحتفال بكذبة، سأخبرك بالحقيقة الوحيدة الباقية في داخلي..
الحقيقة الّتي تؤكّد وجودي،
أحبّك. 🖤
بدايةُ شهرٍ جديد / بقلم : بتول حمّادة
١ أبريل، ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق