نيكروفيليا / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق
نيكروفيليا
لتشهَقَ أنفاسي الأخيرة نور المطر؛
أُحدِثُ شقاً في رئة الرّيح... فكيف لها أن تتنفّس؟!
أ من فتحةِ نفثِ الحيتان عندما تغرقُ البِحار؟
تلك العرّافة الّتي قرأت فنجان القناديل...
أ كانت قهوةً بلا سُكّر أم علقماً أم سمّاً؟ أم ضوءاً !؟
لعلّه شايٌ محروق بهيئةِ تُراب...
كيف تنبّأت بموتي كذكرِ عنكبوت !؟
رَمَيْتُ عقرباً بوجه ساعةِ الموت الرّملية النبض؛
لتَنْفُثَ في روحي حياةً مخاطيّة ممزوجة
بنُشارة خشب من خِزامة أنفها المعجون بالطين !!
فأكونُ كائناً مُبهرجاً من هُلام...
تُعيدُ الطبيعةُ تشكيلي كلّما أفشلُ و ألوذُ بالفرار !!
أذكُر بأنّني كُنتُ شاباً وسيماً...
عِشِقتُ امرأة من شُعاع عمياءَ من الغيرة !!
كانت تعدّ لي كلّ ليلةٍ وجبةَ سعادةٍ دسمة؛
بعد كلّ قصيدةٍ أُلقيها في وجهها النورانيّ...
عيناها الرماديّتين، شامتها البُنيّة على خدّها الأيمن...
شعرها الأرجوانيّ الغريب المُبهِج !!
قوامها المُموسق المنحوت كشجرة الغاف...
ظبية حُرّة... لكنّني كُنتُ معها كالفهد الأسود !!
في إحدى نزواتي شاهَدتني من خُرمِ الحقيقة...
فشنقت نفسها في مرآةِ لوحة !!
فأصبحتْ قرينةِ الموناليزا في متحف الخُذلان.
لأتحوّل لضابطٍ عسكريّ مُهمّتي إنقاذ الأبرياء...
كعادتي العصبيّة المُتهوّرة أُشعِلُ فتيل الموت !
أمرٌ ديمايغوجيّ؛
إبادة قرية دائمة الرّبيع مُبستنة بالنّقاء...
ورداً و عطراً... قلباً و روحاً...
بعد الفاجعةِ فاجعةٌ أُخرى !
الجنودُ يضاجعون الأموات... أطفالاً و نساءا !!
كان من الجّلي تفخيخ المكان بالمبادئ الإنسانيّة...
أمرٌ عقلاطفيّ... تفجيرهُم و أنا معهُم.
ليتدخّل القدر متّفقاً مع الطّبيعية بجعلي النّاجي الوحيد...
فأنسلخُ حيّاً لطفلٍ بذيلٍ و قرنين من نار !!!
شيطانٌ إنسانيّ صغير...
أصعدُ إلى قمّة الجّبل و أُناجي السّماء...
أدعو الغُيوم لتغسلني من الذنوب !!
أبتهلُ من الشّمس لتُنشّفني من الدّنس...
فأعيدُ كرّة الحياة بمكرٍ جديد.
أحمد نجم الدين - العراق
تعليقات
إرسال تعليق