هل غسلتَ وجهك بمنقوع الزهر يا حبيبي؟! / بقلم : عفاف ابراهيم
هل غسلتَ وجهك بمنقوع الزهر يا حبيبي؟!
لم أعد أذكر من نيسانَ سوى صدقي...
سوى البراري التي كنّا نقصدها بعد انتهاء المدرسة
ألواناً ترنّ على دروب النهار
تعلن "فصح" الشرق
فراشاتٍ تتقافز على أكتاف التلال
فواتِح الألوان
زهريّ.. موڤ.. أصفر.. أزرق.. أخضر...
باحثين عن ترابين البطم وغضيض الغار، لنهيّأ طقس الغسول لخميس الزهور.
محظوظ من يسبق الآخرين على ياسمين البراري " العراتلي"، أو بعض زهر القندول، أو الوزّال...
محظوظ أنت بقوس الحبّ الذي لففته حولك
فقيرةٌ أنا
غنيّةٌ بالانتظار
زهرة ليمون واحدة تكفيني
قدّمها لي على وجه كفّك
اغسلْ وجهي بقوس يديك
مردغه بالعطر
ب براري الغياب
طهّرني من هذا الدهر الذي نما بيننا ومضى بنا إلى ليالٍ لا تعترف بقيام الفجر
تراكم الصمت بيننا كمدن الفحم
والألم صار انطفاء الجمر
صار ندباتٍ
"شحتار"
كحل يمدّ توتّر جفني
يجفّفني
لا مطر يسقط هنا
وعينك سماء تبتعد بالتواتر عنّي
تترك لي الضباب
صرت رماديّة كركام الحرب
والجراح، التي لم تنوِ بها إيلامي، عرّشت "كالعراتليّة"، على جسد أيامي
صارت إكليل شوك على رأس العمر.
وااا حبيبي
ينهمر الدمع كالضوء من عيني
ومن عين القمر ينهمر قيثارة
خيوط البال طِوال
ويدك تعفق صولات الحيرة
تعزف رنّة الحال
هل غسلتَ وجهك، البارحة يا حبيبي، بمنقوع الزهر؟!
شمّمني
قرّبني
كلّل جبيني بقبلة شوك
"شحتار" دونك الليل
"شحتار" وجه النهار
أظلم الحبّ كجمعة حزينة
كبلاد تتأوّه على صليب الغبار
وااا حبيبي
اغسلْ لمرّة وجهي بمنقوع الزهر
كتمّوز يفاجىء عشتار
كربيعٍ يقوم للتوّ
مصلوبُنا صار زهرةً خارج القبر
وأنا مازلت أدحرج روحي أمواجَ نرجسٍ نحو شواطىء البلاد
لأكسر على قبرها قلبي
فخّارة عطر...
تعليقات
إرسال تعليق