في العينِ أنت.. و الرموش مآذن/ بقلم: ناهد بدران
في العينِ أنت .. و الرموش مآذن
ليسَ نواحاً
هو عبورُ الضّوءِ المبحوح
في نشيجِ الرّؤى ..!!
هو غرغرةُ الأفئدةِ بأجاجِ الصّمت
حين تكمّمُ الأفواهُ البيضاء
ليس نواحاً ...
يا قمحيّةً تشربُ عطرَ الصّباح
بفناجينِ الصّبر
أين اغتالتكِ الظّلمة؟؟
ألم تكن يدها ثقيلةٌ على ظلالك ؟؟
انهضي .. و امسحي عروقَ الفجر
ذاكَ السّديم سيقدّه رعدُ الحجارة ..
فمنذُ الأزلِ و القصيدةُ تتبرجُ بالدّم
تضفرُ شعورها بوعودٍ ملونة
... احترقتْ على لهيبِ الصّبر
مذ كنتُ أشربُ عند الغسقِ ألحاناً خمريّة
و أهلُ الحيّ يرمونني بالعتب
كان ظلّي يكبر و أنا صغيرة
حتّى صرتُ أخافُ منه
و أحشوهُ في ذاكرتي دونَ صوته
لأنامَ فوقَ صدىً باردِ الوطء
أرصدُ على مقياسِ رؤاي ...
هزّةً شعوريّةً تجتاحُ الملأ
تنتهي تفلاً في قاعِ فنجاني
تتهجدُ ... بانتظارِ نبوءةِ المحابر ..!!
لتلكَ الصّفوةِ السّماويّةِ
انتحالُ وجهِ الشّمس
حين تسكبُ الحناءَ مرمراً في ثراكِ ..
امتداداً لنبضٍ هزيل
يرمّمُ بالنّدى ندبَ الأماكنِ المخلّدة
في طيّاتِ النّوابض
و ما زالَ الصّمتُ على حناجرهم
يربطُ عروةَ العار
يكوي قميصَ الزّيفِ بيدٍ مرتعشة
يدٌ نسيتْ كيفَ تقرأُ الزّيتونَ
في كفِّ الرّغيف ...
ما زلتِ في العين ..... صلاة
و الرموشُ مآذن .
في العينِ أنت.. و الرموش مآذن/ بقلم: ناهد بدران
الرسم المرفق من خربشات ناهد بدران
تعليقات
إرسال تعليق