زنجفر/ بقلم: أحمد نجم الدين - العراق

زنجفر

روحُ الأرض؛
و غناءُ السّماء !
رقصةُ القّداح و رائحةُ التُراب... 
بُزُقُ الطّبيعة !
كرنفالُ البرق من بوقِ الرّعد...
دَيْدَبان الودق حين عُروج الماء !!.

ذُكِرَتْ قصّة في إحدى الأساطير؛
بأنّني كُنتُ محارب رونين...
حَكم عليّ الإمبراطور بالموت بتهمةِ العصيان !!
فقد أبَيْتُ الاِنتقام من قاتلِ سيّدي...
راودتني فكرةُ الاِنعتاق، لذا هربتُ فتجرّدتُ منّي،
كبوذيّ في خلوةِ النيرفانا !! 
غفوتُ عند بئرٍ جاف... رؤيا حين يقظة،
ويكأنّما حُلمٌ داخل حُلم !!
أنا صنمٌ من فخار...
طيورُ أبابيلٍ عملاقة تحمِلُني ثمّ تقذفُني 
في بحرِ إيجة بعدما أصبح نهراً !!
اِمتصَّت السّيوفُ مرارة الملح...
الزّلالُ أعاد ترميمَ هيئتي كخالد !
أنقذتني شاعرة بسوارِ روحها المعدنيّ السّحري؛
المُطلسمِ بالتّنافُر و الاِستغناء عن الرّجال...
لقد كانت عاشقة لبناتِ جنسها !!
اِستثنتني؛
رأت في ظِلّي المُنفصم ملامح ثاوفرسطس !!
لمحت في عيني جزيرة لسبوس...
كُنتُ تلكُمُ النّباتات الزهريّة في نظرها المُتوازي !
خُدعة بصريّة...
شبّهَتْها ظنوني السّيّئة ب صافو !!!
صهيلٌ ضبابيّ يُحوّلُني لدُخّان؛
تعويذةٌ بريشةٍ فنيّة ترسُمُني ككاهِنٍ آثم بوجهِ الرّب...
نعم... تشبهُ قرينة السّاحرة كاساندرا !!
ضربت صولجان مكرِها بوجهِ جهامتي؛
كانت تحملُ بكفّها الرّماديّ تلك الحجرة القُرمزيّة !!
نَفَثَتْ أنفاسَها الحشرجيّة في فمي المُتحجّر...
لأستفيقُ كبُخارٍ داخل لجّة عاصفة عند مضيق نياجارا !
كفُقاعاتٍ هُلاميّةٍ يانعة؛
تقطفُني حشراتُ العث السّوداء كلُقمةِ ولادة !!
تمضغُني ثم تقذفُني في جُبّ الواقع؛
يتعدّى الألمُ ألمَ سكرات الموت...
حيٌّ إكلينيكيّاً !!!!
أُصابُ بنوبةِ امنيزيا كُليّة...
فأنسى ما أكون !
في ثُقبٍ أسودٍ... القُشعريرة ساكنةٌ في جسدي !!
يختلُّ توازن الكون... تمسخُني الطّبيعة،
فأتساقطُ كأحجارٍ ملتهبةٍ لأصطدم بتُربة الأرض !!
أنطفئُ لأكون بذرة حُرّة بعد ملحمة بُركانيّة...
يُعادُ التنقيبُ فيكتشِفُني العُلماء كقطعة زنجفر.

زنجفر/ بقلم: أحمد نجم الدين - العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق