كأنَّ صوتًا ما ينقرُ بأناملهِ زجاجَ قلبك!/ بقلم: فادي حسن
كأنَّ صوتًا ما ينقرُ بأناملهِ زجاجَ قلبك!
وأنتَ هُنا تتصيِّد المناسبات
لتفرِّغَ روزنامة عينيك من أيامها
تحاولُ تقليدَ رنين البكاء المُرتطم بحافةِ موتٍ وشيك!
والموفَدونَ إلى الحياة، يملؤون الأعذار
نقشًا نقشًا في سلالِ التَّبرير
وكجيبٍ مثقوبٍ.. تُمسك أطراف الدَّمع
مخافةَ أن يسقطَ الطِّينُ من قيامةِ نشيجكَ!
تسترق السَّمعَ لندمٍ يُقضَمُ كالأظافر
والحنينُ تاجرٌ مخادعٌ؛ كأبٍ يخفي الفجيعة
عن ابناءه
_ أين أمّي
_ سافرت إلى أرق اللَّه.
أربعونَ دانقًا لم تكن كافية
لشراءِ شفاعاتٍ كالفراشات، تتركنَ أثار نحيبهنَّ
على ثلوج المخذولين!
والحَسَبَةُ يقسِّمون الشَّمس أقداحًا
فلا تثمل بابتسامة عائدةٍ من ضوءٍ خمول
تعرِّي السَّماءُ أثداء ضحكتها
وكمحرومٍ ترقبُ نحْنحاتِ مشيتها
حديثي فظٌّ... أعرف ذلك
والحقيقة فظَّةٌ
والحبُّ بغيرِ عناقٍ.. فظُّ
لأذْرفنَّ عليك نفسي؛ فلا تجفِّفْ صدغيك منّي.
كعربةٍ معطَّلةٍ أنامُ كثيرًا
أقلِّبُ المسافات في عدَّادِ الوصول المُرتجل
أتعرَّقُ كعاملٍ في الظهيرة_ أو لأكن أكثر تهذيبًا مع مكابحِ الموقف_
كمهرولٍ في الروايات أتعرَّقُ.
سأقولُ لنفسي سرًّا:
حزنكَ ساخرٌ
فلا تجدّول الغرقى على ضفافِ دمك!
فمثل البهلوان
الكلُّ يتقافزُ فرحًا بسقوطك
وكأنَّنا_باعترافٍ واحدٍ_ وبصوتٍ أُنثويٍّ خائف:
أقليلةٌ هذه الحياة، لنكون ممتنِّينَ للموت أكثر؟
أربعونَ دانقًا لم تكن كافية
لشراءِ سَفُّود لقاءٍ واحدٍ
يَشّكُّ خفقان القلب على جمرِ قبلةٍ مرتجفة
أنتِ ألذُّ نقاءً من رائحةِ شواءِ المطر
وأنا بخارُ الخاتمة!
فلا تغادر المكان بعينيكَ المجفَّفتينِ كالتِّين
أو ليكن رحيلك كأنَّهُ استثناءُ نبيٍّ كلَّمَ اللَّه
وحطمَ ألواحَ العناق
ليوزِّعَ خوار الحزن ذهبًا على مُترفين!
أو فلترحل أنيقًا كما يليقُ بأنيقٍ أن يكون.
أو كَلَوعَةٍ مُسنَّةٍ تنتظرُ خارجًا
من يُقدم إليها خفَّيها
لا تستند إلى دفَّةِ قلبي، وأنت تنتعل وجهي
مزارًا لأعذارك
فالأبوابُ المُطلَّةُ على ليلٍ
لا توزِّع الضَّوء عفوًا.
تسعةٌ وثلاثونَ دانقًا
تكادُ تكفي
لأحتفلَ عمّا قريبٍ بولادتي الأخيرة.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
فادي حسن
٢٥ أيار ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق