روميا / بقلم : أحمد نجم الدين - العراق
روميا
ـــــــــــ
لطالما كُنتُ أتخيّلكُ عاريةً من القُبح؛
كـمنحوتةٍ نُفخت بها روحاً من رياح كفّ إلهةِ الجّنس !!
و لأنّني أعشق الفنّ أُعجبتُ بتماثيل إيطاليا...
كُنتُ أجدُك دوماً مُختبئةً داخل لوحات رفائيل !!
مُتكوّرة كـتُحفة ثمينة بيد سكّير.
في إحدى زوايا مُراهقتي الاِنطوائيّة؛
كُنتُ أنحتُكِ بيضاء ناصعة كـنجمةٍ على خدّ اللّيل...
فـأختلسُ النّظر إلى مفاتِنك بـشهوةٍ بريئةٍ من النُضج !.
الآن بعدما شابَت لحية الانتظار، كبُرت؛
مازال الفتى الرّضيعُ من شُعاعكِ بداخلي يحبو عليكِ طوفاً !!
يلوّح بـسنابل قُرمزيّة من جنين القمح.
عندما أنامُ أستحضرُ طيفكِ بهيئةِ الملائكة... جامحة !!
يا ابنة خيالي، يا ابنة الضّوء، النائمةُ في حُجرة اليقظة !
أقرؤك تحية الغرام؛
أنا كيوبيد الحُزن !!
هل لي بـرشفةٍ من نورِ اِبتسامات تضاريسك السّعيدة؟
اِسقيني من رقيق جلّناراتِكِ الدانيّة...
كوثر الخلود !!
أستميحُكِ عُذراً للتّمادي؛
سأكتفي بالنّظر...
فقط أُخرجي من كوّة جدار رأسي !!
بحراً...
كـمدينةٍ مائيّة يا ڤينيتسيا النّساء !!
و في لوحةٍ رومانيّة؛
دعيني أسبحُ بكِ قاب قوسين و غرق...
فـأعدُكِ سأنقذُكِ من هيئة الصّنمِ طيراً !!
يا عنقاء الماء...
أ وهل تعلمين لماذا سميّتُكِ روميا؟
لأنّ «كلّ الطُّرق تؤدي إلى روما»؛
فـلعلّ كلّ السُّبُل تأخُذني إليكِ...
للنّجاة؛ عتقاً من كنفِ اللّوحات.
أحمد نجم الدين - العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق