شُرفة الأحلام/ بقلم: ثورة محـمـد

((   شُرفة الأحلام    ))

يطلّ وجهكَ من أقاصي الضَّباب
يتأبّطُ الحزنُ حقائبَ الرَّحيلِ
أﺧﻠﻊُ ﺃﻭﺟﺎﻋﻲ
ﺃﺭﺗﺪﻱ ﺃﺷﻮﺍﻗﻲ إليكَ 
و أﻗﻒُ ﻋﻠﻰ شُرفةِ ﺍلأَحلامِ
ﺑﻠَﻬﻔﺔِ ﻃِﻔﻠﺔٍ خَجلةٍ
مسَّها الوردُ
ﺃﻃﻠﻘﺖْ ﺟﺪﻳﻠَﺘﻬﺎ للرِّيحِ
فأُصابُ بحُمّى الأَسئلةِ
و كأنّهُ موعدي الأَوَّلُ مع الغَرق 

منذُ أن وعدتني أَنكَّ ستأتي
و أنا ألملمُ خيباتي 
أطعمُها للنِّسيانِ
أحقنُ صباحيَ اليتيمِ بالأَملِ
أعزفُ نبضي على كلِّ نايٍ 
و أطلقُ أغنياتي الحُبلى بالعصافيرِ
فيحترقُ الحجرُ تحتَ خطواتِ الحنين
                                                        
لم أكنْ أعلم 
أنَّ للشَّوقِ أظافر
تستطيلُ كلّما ازدادَ البعدُ
حتّى أشعلَ زيتونُ وجهكَ
فيَّ كلَّ هذهِ الحرائق
و أصبحَ القلبُ كمنفضةٍ للرّماد

مثلي أنتَ
تكرهُ الوحدةَ
و تعشقُ الرَّقصَ تحتَ المطرِ
مثلكَ أنا
أخشى تجعّدَ العُمرِ
أهرب إلى اللَّيلِ 
ليحرِّرَني من قبضةِ الوهمِ
أختبىءُ خلفَ ستائرهِ
يتسلّلُ عطركَ 
يجلدُ روحي
و يوقظُ حواسي

ﻟﻮ أﻧِّﻲ ﻧﺠﻤﺔ !
ﺗﺠﻠﺲُ ﻣﻜﺘﻮﻓﺔَ ﺍلأﻳﺪﻱ ﺃﻣﺎﻡَ ﻧﺎﻓﺬﺗﻚَ
و ﻻ ﺗﺤﺪﺙُ ﺿﺠﻴﺠﺎً
لو ابتسمتْ ليَ السَّماءُ
أجادَ القمرُ قراءةَ حروفي المُتعبةِ فيكَ
و خبّأني في عباءتهِ
ﻟﺘﻴﻘَّﻨﺖُ ﺃﻧِّﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ التي تسكنُ  ﻗﻠﺒﻚ

للصّوتِ عطرٌ
ضفرتهُ بخيوطِ اللَّهفةِ
و رائحةِ الياسمينِ
تعالَ ننصت لِوشوشاتِ السَّنابلِ
هديل الحمامِ
ألحان الهوى
نعيدُ عجنَ صلصالِ الوقتِ
نتوسّدُ أذرعَ اللِّقاءِ
وَ نتقايض ...
تُهديني حبّاً أخضرَ
و أهبكَ وطناً بوسعِ الكون

شُرفة الأحلام/ بقلم: ثورة محـمـد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق