بعد منتصف الليل/ بقلم: فاتن فاعور

بعد منتصف الليل 
يجتمع النقيضان 
سكون وضجيج 
عتم وضوء 
حب وكره 
موت وحياة 

بعد منتصف الليل يمكنني 
أن أكتب نصا مختلفا ، 
يمكن أن اكتبه بدم الغزال مثلا
أو أن أومي للحروف فتتشكل كما تشاء 
وتنزف كما تشاء أو ربما تنتشي كما تشاء 

بعد منتصف الليل ينام الجميع بين بين 
كأن يغمضون عينا ، والعين الأخرى يدعونها مفتوحة  تبحث بطرفها عن الحياة  ، 

بعد منتصف الليل 
نبني على أنقاض العتم أحلامنا 
لندرك لاحقا أن الأحلام التي تبنى على أنقاض العتم  لا تبصر النور حين يترنح الفجر يمينا وشمالا بعد ليل ثملٍ بالخيبات ..
فندرك أن الأحلام التي تتحقق تلك التي نحلمها في وضح النهار 

بعد منتصف الليل يمكنك 
أن  تهز جذع العتم 
فتتساقط في مدارك  إحدى النجمات 
أو أن تقطف من ثغر القمر قبلة بنكهة التوت وأخرى بنكهة العناب ثم تغيب لتجد نفسك تمسح الندى عن جبين الغيمات 

بعد منتصف الليل 
يمكنني أن أصيرك  تحت شرفتي شلالا ، 
أرمي نفسي في عبابك 
 لا فرق عندي إن بعثرت شعري أو سرحتْه  أناملك، لأني عند المصب الأخير 
 سأغفو فوق عشب مداك طويلا طويلا 
فلا يخاف المبتل فيك عشقا من المطر 
فبعد منتصف الليل 
أحبك كثيرا كثيرا...

فاتن فاعور

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق