ريپورتاج اِنفلاق سرياليّ/ بقلم: أحمد نجم الدين - العراق
ريپورتاج اِنفلاق سرياليّ
اِنْشقّ فصّ دماغي الجّداريّ !!
عن الإدراك البصريّ و الحركيّ...
فاِستعجلتُ التّشظّي؛
بعدما كَثُرَت أصواتُ الرُّغاء في صومعة الصّمت،
ليتني لملمتُ عُصارةَ هيجاني في علبةِ كبريت !!
قبل أن تتطاير أفكاري المُحترِقة.
ما كانت لتَشمّني فُراتيّة النّبع تلك !!
الّتي غرّدت بوجهِ طائر المكاء فُتاتَ دندناتي،
فأصبح ذكرُ طاووس.
رسالة؛
قالت لي ببساطةٍ و بلا تكَلُّف؛
سهلٌ جداً أن تكون مجنوناً !!
تجرّد من عقلكَ و كُن حُرّاً...
اِطلق عنان جناحيكَ...
ضع كبريائكَ في جيبِ منجزاتك،
ثمّ اِقذفهُ في يمّ الزُّهد !!
اُخرج بثيابٍ شفافةٍ، فضفاضة، قصيرة...
غير مكويّة كغيرِ عادتك، و لا تُمشّط شَعرك،
لا تجعل الاِبتسامة تفارقُ شفتيك...
اِضحك و اِرقص أمام المارّة، لا تنظر لأعينهم...
كُنْ أعمىٰ الحُزن في حضرة الموسيقا،
اِفتح ذراعيكَ للرّيح، ثمّ اِحضن الهواء...
شُمّ بخيالكَ رائحة التُّراب الممزوجُ بالمطر !!
اِحقن عين الغيم بدمع فرحك غيثاً حِلوُ المذاق...
غنيّ للطيور أناشيد الهجرة، و وَدّعْهُمْ براياتٍ السّلام،
سلّم على شجرة السّنديان بأغصانِ الزيتون المُرّة...
اِفسح مجالاً لنجوم اللّيل أن تخترق بؤبؤ قلبك !!
اِقلب موازين حياتك !!
اِغسل فؤادكَ المالح بالضّوء و نشّفهُ بالبحر !.
لم أسمع شيئاً !!!
لقد كُنت مشدوهاً غارقاً في بحرِ فلسفةِ ثغرها...
رُغم أفكارها البديهيّة !!
ألهَمتني تراجيديا تفاؤُلها حفنة أمل شجيّة،
في تلكَ اللّحظة مَرّ أمامي شريطُ حياتي !!
كبانوراما وميضيّة رعديّة ضبابيّة، أضغاثُ يقظة...
لطالما كُنتُ أطيرُ في أحلامي المُتكرّرة !!
تنبّؤات العرّافة المُعادة الكاذبة "ستتغيّر أحوالك"...
جعلتني أفقِدُ نفسي !!
كأن أرسُم سُلحفاةً مُضيّاً للزّمن على خدّ اللّيل...
اِنتظرتُ أعواماً كثيرة، لكن بلا جدوى؛
فـ حتّى الثعابينُ لم ترحل من كوابيسي !!
لقد قتلتُ أعدائي بتجاهُلي المُفرط في غضونِ غفوة.
في إحدى مراحل التَوه !!
وددتُ أن أكون رسّاماً تشكيليّاً تجريديّاً...
أستعيرُ فرشة فان كوخ كمشرط؛
أقطعُ بهِ فصّ مُخيّ الأماميّ و أُبدلهُ بأُذين قلبي الأيسر !!
لوحة سرياليّة بحتة؛
أنحتُني بهيئتي الحقيقيّة و برأسي كلّ الهواجس...
مظهرُ وجهي كطائر البوم !!
كُرةٌ مائلةٌ للفلطحة بحجم مجرّة أرجوانيّة !!
تسبحُ فيها الأسماك مع غزلانٍ بأجنحةٍ من ريش النّعام !!!
يحملون بأيديهم هواتف كهرومغناطيسيّة الاِستجابة !!
تحمِلُ بصمات بعيدة المدى؛
تخترقُ جدار العلوم الجُغرافية و الميتافيزيقيّة...
رُقاقاتُ النّانو في كلّ جزيئةِ ماء !!!
تقطُر الأعينُ الألماس...
فأُبصرُ أُخدوداً حلزونيّاً لعوالم عائمة السّقوط !!
الِانتقال اليها بلمحِ البصر مع توقف الزمن.
بعد خروجي من شرنقةِ التوهان !!
إلى البُعد الحادي عشر للسّلام الداخلي...
الاِنعتاق؛
قرّرتُ أن أكون موسيقاراً !!
أطيرُ عارياً مُتجرّداً منّي... أنظّمُ نوتات الكون...
بعصا غنائي !!
تصطفُّ الرياحُ بصوت ألحان البزق...
تراتيل الكمان ترسلُ رقصاتً تحفيزيّة !!
أنشودةً مُبهجة لهجرة الطيور...
كترنيمةِ بيانو تتراصف الأمطارُ عند أبواب السّحاب !!
الودقُ كالضّوء...
حفيفُ الأشجار كسيمفونيةِ قانون
تُغازل أشعّة النّجوم برائحة الفردوس.
تُلاطمُني أمواج فراغ الأكوان !!!
فأُصبحُ مُذَنّباً !!
تحقّقت النّبوءة... تلكُمُ فحوى برقيّة الفُراتية.
ريپورتاج اِنفلاق سرياليّ/ بقلم: أحمد نجم الدين - العراق
تعليقات
إرسال تعليق