مناسك الإيلام (مرثيّة)/ بقلم: بسمة القائد
مناسك الإيلام
هذا المساء الذي نثرني بالأفول
لن أنساه ولن أنساك
مثخنة بالندى الحزين
دمعة في نهر المراثي وحيدة
لاشمس لاقمر ولا مجذاف
أوشوش الماء الصامت بالذكريات
حتى لايراني المجهول المؤلم
حائرة في أناملي
أنظم أنفاس الليل
حمراء تنهمر من تيه السماء
أبحث عن ماء السلو لأروي ثغر دمي
هذا المساء الذي هب من الأجداث
انتزع إشراقة خطوي
كنت في شذى أوردتي
أمشط عشبة الأذكار
أستخلص عطور النوم
نقرة في القلب أهرقت ماء التمائم
لم أستطع السيطرة على وسادتي
دخلت في عصف الهذيان
امحو آثار القلق
فإذا الباب يحكي أن شخصا خلفه
نهضت وزهر العين يرتجف
أنظر من عساه أرادني
لسان يتلكأ لا يتبسم
تلابيب الحكيم تهمس لارتعاشاتي
اثبتي ياقرنفلة الغد
لا تسألين النجوم البعيدة عن طقوس المنايا
كأسها على البرية كلها حتما تدور
كوني ظلا لأبجدية الماء
فالأحزان تتوزع بانتظام
قلت آمين والحمدلله رب العالمين
عليك سلام الوداع يا أبي
هذي صباراة من أشواك الغياب
خذها معك وبلغ أمي السلام
ليلة كغسق الشتاء بلا نجوم
تجاعيد الجبين فوق أبراج الريح تجمعت
ألقت طريقي في نحيب وجومي
لم تعد يا أبي تبدو لشواطىء عيني
ولم تعد تشدو لأنهاري
طوتك يد البلى
وحملوك الناس فوق الهام
بقيت أنا وشرودي في حرم الرماد
نتمم مناسك الإيلام
بالعناق القديم وطير القبلات
بزقزقات الدفء وشدو العطاء
بحدائق الحب التي أنبتها قلبك في وجنتي
وحين بدأت أناي تتمسح بأطيافك
إنفلتت دمعة فرت هاربة في الهواء
لمحت بلابلها تبرق بالرجاء
فتحت باب السماء بأغاريد الدعاء
هي ذي عند نبع الغفران تنتظرك
برحيق الكواثر وخمر الجنات
بسمة القائد
لروحك يا أبي الرحمة والمغفرة ١٨ مارس ٢٠٢١
تعليقات
إرسال تعليق