كذبت على نفسي مرارا... / بقلم : ليلى الحنين
كذبت على نفسي مرارا :
مرة حين قلت لقلبي ( توقف أنت تنهك نفسك) ترتطم بجدران مثل طير ذبيح
ومرة حين صدقت أن من يمتلكون قلبي معصومون عن الخوف والحزن
ثمة من يقول لي : أنت تبالغين.
تأخذين الحزن على محمل الجد وتتركين الفرح مهجورا في أزقة نسيانك.
وكأنك تحاربين الهواء بيد مشلولة.
هذه البلاد ظالمة، تبقي مراياك كالزجاج، لكنها لا تمسح أثر الغبار عن قلبك.
قلبي الذي نال منه التعب أكثر مما ينبغي.
هذا الصباح مثلا : يبدو مسالما، وديعا، قابلا للحب، هناك عش عصفور على الشجرة في حديقتي.
كل يوم أسمع زقزقة، لم أرهما، لكن صوتهما يولدان في قلبي الألفة.
لم ينقطعا عن التغريد، لم يتشاجرا مثل ما نفعل أنا وأنت، لم يتخاصما.
لم تتزعزع الشجرة.
ما أجملهما.
أذكر أنك قلت لي أن الحياة لا تستقيم إلا بوجود أحباء.
لكنك لم تذكر أن ليس كل الأحباء يلتقون.
أنا وأنت مثلا تقاذفتنا شواطئ النكبات
في كل ميناء قصة.
وفي كل حقيبة سفر ألف حكاية عن ما نسيناه خلفنا.
ما أتعس حب المحبين في فراغ إسمه ( البعد)
مهما إلتقينا في فضاءات.. تبقى للمسة مذاق الكرز والعنب والتفاح.
مهما كان لنا آوان سنلتقي
إن الوردة لا ترتوي أبدا من الماء.
وأنا لا أشبع أبدا من قلبك.
كذبت على نفسي مرارا... / بقلم : ليلى الحنين
تعليقات
إرسال تعليق