أوكتاف تاسعة ٢ / بـقلم : أحمد نجم الدين ــ العراق

أوكتاف تاسعة ٢
ــــــــــــــــــــــــــــ

اِنعتاقٌ موسيقيّ؛

أتسلّلُ كَــسُمٍّ في شريانِ ريحٍ مُبرِقْ !!
تلتحفُني قصباتُ اللّيلِ فـأتحوّل لـساكسُفونٍ كُهيرِبيّ...
لأُحبس في حجرةِ الجّرس بهيئةِ نوتات !!
فلِـيعزف الكون أنفاسي الأخيرة.

ناقوسُ السّكرات؛
تدقّ بـأكورديونٍ شركسيّ الشّجن !!
فـأتسلّقُ جدار البرزخ مُنفلقاً لحماماتٍ لُؤلُئيّةِ التّشظّي؛
تُلبّسُني الأرواح ديباجاً أخضراً مُرصّعاً بـالفيروز...
تُسيقُني في أنبوبٍ نهريّ حلزونيّ مُجوّف !!
ساجيّ على شكلِ ديدجيريدو بـفمِ الحوتِ الأزرق...
و لأنّني أعشقُ البحر بلا ملح !
فلـرُبّما سـأُزرعُ بشموخٍ في فردوسٍ برمائيّ الغرق.

فجأةً؛
أُحْملُ بـكفٍّ ملائكيّ أبويٍّ عملاق !
أنظُر إلى الأفق وجهُ أبي... لكن بـهيئةِ ملك الموت !!
يفردُ جناحيه فـتنطفئُ الشّمس و من ثمّ الكون...
يبقى هو النّور الوحيد؛
يضعُني في فمه...
يستعيرُ بوقَ إسرافيل !!
ينفخُني عزفاً زلزليّا كـصيحةِ البعث...
فـيُرسلُني ساجداً تحت عرش الرّب.

أوكتاف تاسعة ٢ / بـقلم : أحمد نجم الدين ــ العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق