السفر إلى المجهول / بـقلم : عائشة زاهر

#حكايا_شهرزادية
(السفر إلى المجهول)
الأحلام تبدو جميلة و سهلة القطاف ، و قد نرى أرض الأحلام كقطعة من الجنة أو كالمدينة الفاضلة فتزيد فينا نشوة الوصول و تحقيق المآل المنشود ؛  لكن بعض الأحلام مُريبة ، فالواقع قد يُفنِّدها، و قد تغضب يد الأقدار منّا و تُلقِّننا درسا في الرضا و القناعة. 
كثيرون سعوا جاهدين لتحقيق أحلامهم الغريبة فدحض الواقع كل توقعاتهم ليثبت لهم مدى سخافة و تفاهة أحلامهم و لم يسمح لهم بالعودة !
خير مثال على ذلك الشاب الأمريكي طالب الطب مارك كيلروي الذي كان حلمه يقتصر على زيارة خاصة إلى جزيرة ميكسيكية، فصورت له مرآة عقله الباطن مدى مثالية حلمه ...؛ حقّق حلمه بعد لهفة و عاش ليلة صاخبة من أجمل ليالي عمره كما قيل  وأنهى سهرته منتشيا و هو يقول  : "ليتني أبقى هاهنا" ؛ و ماهي إلا دقائق حتى اختفى و كأنه تبخر في الهواء و لم يجدوا له أثرا...! 
و بعد أبحاث مضنية من طرف المحققين الفدراليين و الشرطة المكسيكية اكتشفوا أنه قُدِّم كقربان في طقوس شيطانية؛  فتم تعذيبه على مراحل و هو في كامل وعيه و قاموا بذبحه بمنجل و  جُزَّ برأسه و طبخ دماغه في قدر و جزأوه تجزيئا ...! 
الأجدر بنا أن نحلم  بمقياسِ يقبله العقل و لايُفنِّده الواقع ، فوالله واقعنا أجمل بكثير من أحلامِ ضخمناها ، و لو كُشف الحجاب لمارك و رأى  المخبوء لهلع و اصطكت أسنانه من الرعب و لكره أن يخطو خطوة واحدة إلى تلك الجزيرة المشبوهة.
أيها الحالمون احلموا بنبل لا تدنِّسوا سماء الحلم بالآثام.

#عاشقة_الحرف_و #البنفسج *#عائشة💜

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق