بشيءٍ من الغرابةِ في عقلي... / بــقلم : فوزيّة أوزدمير

بشيءٍ من الغرابةِ في عقلي .. !
أخذت قلمي الرصاص 
أكتب على حيطان غرفتي المسكونة بفوضى مزمنة ..
أمشي على قوائمي الأربعة بحذرٍ
وأنا مربوط اللسان 
ثمّة شيئان لا ننتجهما في بلادنا 
القهوة ، والديمقرطية 
كنت أعرف كلّ شيء .. ؟
وإذ بي أكتشف عالماً ليس جديداً ، ولكن الإضافة زادته غرابة 
- أنّنا حمير أولاد حمير -
هل سبق لك يا عزيزي 
أن سمعت وصفاً يلخص التمرّد النهيقي بهذه الروعة من قبل .. ؟
أنا لا أكتب من أجل القلق والتوجَّس 
هما أمران أسوأ من الانتحار ..
ولا أكتب من أجل الانتهازي الغبي مقابل الانتهازي الذكي 
هذه رواية أُخرى من اللعبة الدراميّة بشخصية تشارلي تشابلن 
ولا أكتب من أجل سيكولوجية الجماهير التي تصدق كلّ مرّة ما يقال لها ..
وكلّ مرّة تقع في نفس المستنقع ولا تتعلم من تجاربها 
ولا أكتب من أجل وطن 
مريض ..
فقير ..
جائع .. 
جاهل ..
غاضب 
أنا لا أكتب من أجل قضية ،
ولا أكتب من أجل السيرة الذاتية لكل سياسي انتهازي 
يستثمر في طمع وحماقة وأنانية 
العامة والرعاع
ولا أكتب من أجل التمرّد ، ولا من أجل الحرية والتحدي الوجودي 
كم تمنيت أن أرحل لعالم عليه تقرأ الفاتحة .. ؟
ولا أكتب من أجل أن أحول أي كتلة بشرية إلى لا شكل لها ..
حتى أنّني لا أكتب من أجل نفسي 
قد ينفذ ما بداخلي 
أنا أكتب ، أكتب فقط .. ! ؟ !

بشيءٍ من الغرابةِ في عقلي... / بــقلم : فوزيّة أوزدمير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق