فن ثامن / بــقلم : أحمد نجم الدين ــ العراق

فن ثامن
ــــــــــــــــ
عندما مُتّ بقيتُ حيّاً في ذاكرة الطّين؛
كان التّنقيب العسير بـفرشاةٍ روحانيّة...
اِستخرجتني أناملُ فنّانٍ شكسبيريّ الخيال...
«مارجٌ من ماءٍ تُرابيّ» !!!
أصبحتُ عُصارة أعماله؛
لـيُعيد صَلْصَلتي بـتصلّبٍ جانبيّ...
على هيئةِ تمثالٍ مجازيّ الفكرة !
بـمكساجٍ موسيقيّ شعريّ داخل لوحةٍ تجريديّةٍ منحوتةٍ بزيّ راقصٍ مسرحيّ يؤدّي دور مُهرّجٍ قزحيّ الشّجن في مشهدٍ ميلودراميٍّ أرجوانيّ بحت !!.

وُلِدتُ كـرواية؛
خيالُ المُؤلّف جعل منّي اِمرأة !!
يموتُ ولدها الوحيد في غُضونِ سكرة عِشق...
ابن الغول الّذي لـطالما نُعت باللّقيط !!
فـكيف لـرجلٍ أن يكون أُماً لـشهيدِ حُبٍ بلا أب؟

في تلك اللّحظة تحوّلت لكائنٍ هُلاميّ !!
ثمّ دخلتُ من ثغر السيناريوهات إلى أدمغة الأُدباء...
بـخيالي المريض ظننتُ بأنّ تشيخوف
كان يسمعُ السيمفونيّة التاسعة لـبيتهوفن !!
عندما كتبَ «أُغنية البجعة»...
و في النوتة الأخيرة قذفني لمُخّ بوكوفسكي !!
اِمتزجتُ بسرطان دمهِ !!
حين كتب خاتمة روايته «اللب»...
لمحني بعينِ عقلهِ كـصُداع !!
فهمسَ بـأُذني " لا تُحاول ".
ثُمّ طردني بـآهٍ طويلة، أنفاسهُ الأخيرة...
مسكتُ كفّ روحهِ ريثما خرجت من جسده !!
و بعزفٍ شيطانيّ أُصبتُ بـقُشعريرة البرزخ.

اِنفصمتُ من غيبوبةِ الواقع لـتراجيديا الأُمّ الحقيقية...
فـجسّدتُ القضيّة بـضحكاتِ حزنٍ هستيريّة اللّحن !!
تهكُّميّة ساخرة غير كلاسيكيّة...
لم أعد أرى سِوى اللّون الأخضر !!
ويكأنّما الفردوس رَمتْ مفتاح الكروما بـوجهِ الحياة...
بـسماجةٍ حائرةٍ اِنتابتني اِبتساماتٌ راضية !!!
على هيئةِ طاووسٍ عملاق في بستانِ أشجارِ الرُّمان...
جُلّناراتها بنفسجيّة بـعطرِ اللّافندر !!
عندما تينع تتحوّلُ لـثمارٍ زرقاء البذور...
بـمساعدةِ مُحاكاة حبكة السينماتوغرافيا !!
و بـباروديا فنتازيّة سرياليّة كاريكاتوريّة النّحت؛
كوّنتُ كولاجاً في أعينِ المُشاهدين المشدوهة...
جفّتْ الدّموع اللّاذعة البرد على شفاههم السّاكنة !.
سكتات قلبيّة في لحظاتِ ديجاڤو.

ثم أجهشتُ باكياً بـسايكولوجيا عاطفيّة ثاقبة !!
و بأيديولوجيا نمطيّة غير عقائديّة...
تصاعدت أصداءُ النّواح إلى ما فوق الأوكتافات !!!
فـعانَقَتْ عنان السّماوات السّبع...
حتى صفّقت لي أكفّ الموت !!
لـتُشيّعني زبانِيَة الفن على السّجادة الحمراء...
فـأُكلّل بـتاج الأوسكار !!
لأفضل براءة اِختراعٍ قاتلة في صناعةِ فَنٍّ حديث.

فن ثامن / بــقلم : أحمد نجم الدين ــ العراق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق