تخوّف / بقلم : أحمد نجم الدين ــ العراق
لطالما كان تخوّفي الوحيد؛
أن تخونني الأفكارُ يوماً ما !!
فـأعجزُ عن الكتابة...
كما اليوم؛
لذا دوماً أمسك فُرشاة الرّسم !
رغم أنّني لا أُجيد أيّ فن...
وأغمرها في الألوان، كـغير عادتي اخترتُ اليوم !!
اللّون الأصفر...
ثمّ بكيتُ عليه !!
ويكأنّني نفثتُ سُمّا؛
ولأنّني مهووسٌ بـالنّظافة...
أضعُ تحت ماء العين قماشاً أبيضاً !!
بعد غزارة مطر العواطف...
الطبيعةُ تصنعُ لي لوحة مُشوّهة !!
مِرآتي المدسوسة بـهواجسي...
نصفي المجنون !!
أجمع اللّوحات على مرّ الأيّام...
أنشرها على حبل الشّعر في بُستان الخيال !
تلمحُها بناتُ أفكاري...
فـتغازلُ الصّور الّتي تجسّدت فيها هيئتي !!
عنفواني، تناقُضاتي، شرودي، حتّى سرياليّتي...
تجعلُني أهرب... فأنا لا أُجيد سوى الحُزن !
أخرجُ منّي جسداً صنماً !!
ثمّ أُصلب بعيداً... في غابات برمودا !!
تاركاً روحي في متاهة البحث عنّي...
أتُمتمُ بـأُذن الأشجار تعاويذ القلق !!
تصفعُني بحفيفِ غُصنها الكبير...
فـأتكوّر تحت نبات اللّبلاب !!
أُكرّر و أُكرّر... فـأتحجّر و أتحجّر...
حتى أتحوّل لـجبلٍ غير مُستقر؛
تُدغدغني زلازل الظّنون !!
فـأبوح للأرواح التائهة الفاقدة الذّاكرة عن من أكون...
يمسّني جنّ البرزخ ليُعيدني جسداً !!
لكن بلا روح !
هكذا ينتابُني الموت كلّما أعجز عن صياغة نص.
تخوّف / بقلم : أحمد نجم الدين ــ العراق
تعليقات
إرسال تعليق