تراجيديا البحث عن الذّات / بــقلم : أحمد نجم الدين ــ العراق
تراجيديا البحث عن الذّات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّيلة الّتي ألغيتُ فيها ميعاد أُفول نجم التّمني؛
كُنت عندِ الأطلال على شَفا غروب الشّمس
من ناصية الاِنتظار تحتَ ظِلّ هامة الشّفق.
لم يكُن القمر يغمزُ ضوءاً؛
أنا الّذي كنتُ أُلوّحُ في الأُفق...
تِلكَ اللّحظة سَكن في جوفي نيزكاً على هيئةِ بدر !
أذرعي القصيرة كانت طويلةً حينها
من شدَّة نُضوج أجنحة الغَسق !
فَلَمْ أَلُمْ أنامل الشّمس...
حين نحتت ظليّ كـسرابٍ في كوّة الضّباب.
تلكُمُ هيّ قصبتي الهوائيّة؛
بعثَرتها أنين الأصوات المُشعّة
المُنبعثة من أعماق بحر هواجسي !
هذا الصّخب جعلني أبكم الحواس في لجّة الثّرثرة.
نداء؛
لَملِمي فُتاتي يا شظايا الشُّهُب؛
أنا الصّخرُ المُصطدِم بـكواكب القَلق...
لا تُثملني يا سلسبيل الأجرام !
يا سماويّ كُن مُحلّلا...
اِمزجني بك ثمّ اسكُبني في قنانٍ من ورق !
ثمّ اِجعلني رحيقاً للصّباحات المُتعطّشة للثّمالة...
لـيسأل النّهار سؤالاً عقيماً من اللّيل !
كيف تبكي ضوءاً؟
يا رياح الظّنون اِحقني شكّي يقيناً بأنّني حيّ !
امسحي غُبار الفَجعات من عجقةِ أفكاري المُشتّتة،
فأنا السُّكرُ في قاروراتِ خمرِ الأجوبة الفلسفيّة...
اعتقيني يا بيداء الفراع ثمّ اغسليني بوجه المطر.
لـرُبّما ستُنجبُني النّار؛
كُلّما احترقت و أصبحتُ جمراً ثُمّ اِنطفأت...
ولدتُ من الرّماد من جديد كـطائر الفينيق !
فـكيف يكونُ لي قلباً من ماء؟
هل أخلعُ جسدي المحظورُ من الأحضان؟
لقد أمسيتُ صبّاراً !!
لـكُثرة مُحاولاتي الفاشلة للموت...
أذكرُ كيف قتلتُ أحبابي عندما كنتُ قُنفذاً !
عانقوني من شدّة حسنِ ظنّهم بي...
فـبتّ وحيداً.
الآن؛
و بعدما اِمتزج الإنس بـالجّان !
شيطاني المارد خرج من طيفي كـهُلام...
فـكيف الخلاصُ منّي؟
هل أُعيد كرّة الشّوق؟
أُريد أن أُقدم هديّةً لاِمرأة عزيزة !
فما عُدت أُجيد الغزل...
كأن أصف شَعرها، عيناها، شفَتاها، قوامها، مفاتنها...
جُنونها، رقصها الغَجريّ و هيّ تبكي !
غيرتها حينَ تصمت.
ويحي !!
ما عُدتُ أُجيد الغرق في بحر العشق...
قُولي لي يا بائعة الورد !
أُريدُ وردةً...
لكن هل أستطيعُ لمس أشواك الزهور؟
لكي أعلم بأنّني حيّ !!
أم ألجأ لـبائعة الكبريت؟
فـأتاكّد بأنّني مُت.
أحمد نجم الدين ــ العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق