( برقيّة من هُدهُد ) // بــقلم : « أحمد نجم الدين ــ العراق »

برقيّة من هُدهُد
ــــــــــــــــــــــــــ
سَعيدٌ بـهذا النّبأ؛
أنا بـنصفِ رأس !.
أنقذتني الشّائعات بـأنّني قَد مُت...
من الأزل، كُنتُ أحمل كفني بـأكفٍّ من حرير !!
بشرتي الحنطاويّة لُفّت بـكفنٍ أسْوَدٍ مُزْرَقّ...
دَسَسْتُ أحزاني الحجريّة في ذاكرة الألحاد !!
لقد مضت عدّة عقودٍ على فِراقي الإكلينيكيّ للحياة.
بُعثتُ في لُجّة التّوه؛
اِقترفني القدر لأكون بـعِدّة هيئات؛
إنسيٌّ برمائيّ، جمادٌ بـروحٍ ورقيّة !!!
في البحر مُنزَوٍ داخل عُنق زُجاجة...
أجل رسالة !...
كُتِبْتُ لأصِل لـقُبطانٍ وحيد؛
حَلَمَتْ بهِ كاتبة شرقيّة !!
تُطيعُ النّوارس حمل مكاتيبها على جناح الرّيح...
ريثما تنعق يخطفُني الطّير الحُرّ !!
ليضعني في قاروراتِ خمر...
عندما أثمل؛
أقرأ ما في جُعبتي بـصوتي المبحوح الشّجيّ !!
فـتتجمّع الدّلافين مبتسمةً...
وترقُص باكيةً الشّعابُ المرجانيّة !!
قناديلُ البحر تَنفُث سُمّها بـوجه الحوت الأزرق !
موقظةً شَدْوَها على ألحانِ مايسترو الأمواج...
تسمعُ العوالم غنائهُ السّماوي الغارق؛
ذلك الصريرٌ المُترجم يُـعانقُ مسمع القُبطان !
صوتٌ جهوريّ ثلاثيّ الأبعاد من شتّى الاتّجاهات؛
لـتذرف عَيناهُ دموع اللّقاء...
لقد وصلت فحوى الرّسالة بـحذافيرها.

أحمد نجم الدين - العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق