ابنة القُبطان / بـقلم : أحمد نجم الدين ــ العراق

ابنة القُبطان
ـــــــــــــــــــــ
في رحلة اِستجمامٍ مُتكرّرة؛
قالت: لماذا أنت كتوم؟
قلت: على العكس أنا ثرثار !!
قالت: لم تَبُح لي همّك...
كان الصّمت ردّاً عفويّاً.
فـقالت بـثرثرةٍ أُنثويّة حُرّة:
إذاً اُغمُض عينيك و اُحضُن البحر...
و اِبكِ نهراً لـتمتصّ الأمواج ملح حُزنك !!
ثم اِقذف ما بـكاهلك في قاعه فـهو كتومٌ مثلك.
في تلك اللّحظة اِنتابتني السّخريّة؛
فـأنا لا أُجيد تَقَبُّل النّصائح و لا مُجاملةً !!
بـأعوجاج فمٍ مُنمّقةٍ بـقهقهةٍ قصيرةٍ ساخرة...
غادرتُ المكان؛
في نصف الطريق اِنزلقتُ بـدوّار البحر !!!
عاصفة هوجاء؛
ناداني القُبطان بـيا غُلام !!
تَحَكّم بـالشّراع الخلفيّ و اُترك الأماميّ لابنتي...
كانت الرّياح تصفعُني بـجليدِ الحيرة !!
أين أنا؟
تتقطّعُ الحبال و نتساقطُ كـشظايا حجريّة !!
يصطدم رأسي بـكعبِ الأرض...
فـأدخُل في سَكْرَة الماء !!
ويكأنّني في جزيرة الحوريات...
تحملنَني بـشباك صيدهنّ !!
وأنا مُبتسمٌ للموت...
مَلِكَتُهُنّ كانت تجيدُ قُبلة الحياة !!!
لأستفيق بـصفعاتٍ ثقيلةٍ من ابنة القُبطان...
قلت: مالّذي حدث؟
قالت: ههههه....
لقد غُميَ عليك و سَقَطْتَ في البحر !!
بعدما اِستهزأت بي...
ثم أنقذتُك بـقُبلةٍ و عدّة ضرباتٍ على خدّك.

أحمد نجم الدين ــ العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

« إيكولاليا » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« بيت أمّي » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق

« موت مؤمّل » بـقلم : أحمد نجم الدين / العراق